سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وبعد: كنت قد كتبت فيما خلا من الوقت في جريدة «الجزيرة» عن نقص الخدمات الطبية في محافظة الرس والواقع يشهد أني محق بذلك وكل كلمة كتبتها واقع لا جدال فيه وعندي من الأدلة ما يكفي للرد على من يقول بخلاف ما ذكرت، ومن ثم جاء في عدد الجزيرة 14260 تعقيب الشؤون الصحية بالقصيم ممثلة بإدارة العلاقات العامة والإعلام الصحي فيها وتحديدا عن طريق مديرها محمد الدباسي على ماكتبت نافيا وجود النقص الذي ذكرت ومفندا الكثير مما كتبت بغير وجه حق لا لشيء إلا إخفاء للحقيقة واستغفالا للمواطن الذي أصبح يميز بين الحقيقة والردود السلبية التي لا تعدو كونها تبريرا للمواقف السلبية اتجاه محافظة الرس، وكنت أتوقع من الشؤون الصحية تأييد ماذهبت إليه وكتبت عنه والاعتذار بتقديم الأفضل في المستقبل للرس وأهلها ولكن فوجئت بردود سلبية الهدف منها تجاهل الحقيقة وذكر ما ليس بحق والمواطن ولله الحمد أصبح في هذا الزمان أكثر وعيا وإدراكا وفهما لما يدور حوله، ولديه التمييز، والواقع المرير لمستشفى الرس خير شاهد، ولو جاءت لجنة من وزارة الصحة لأثبتت ما ذكرت ومن سمع ليس كمن رأى وأتمنى أن تنهج الوزارة ذلك لترى من المطالب بمراعاة المسؤولية المهنية هل هو أنا أم الدباسي؟! وأن ما ذكرت ليس مجرد كلام يتناقله العامة كما زعم، رغم ثقتي بنفسي وبما كتبت، وأن الحقيقة كالشمس في رابعة النهار لا يحجبها الغربال، ولا أكتب عبر هذه الصحيفة المباركة إلا ما هو صحيح وموثّق، ولدي بعض النقاط أريد أن أرد بها على تعقيب الشؤون الصحية بالقصيم مكتفيا فيها،ومستمدا العون من الله: أولا: لا أحد يشك بجهود الشؤون الصحية بالقصيم ابتداء من مديرها الفاضل الدكتور صلاح الخراز، وقد رأينا ذلك وشاهدنا بعضا منها على أرض الواقع، ولكن يجب أن يعترف الجميع بالتقصير وهذا أمر وارد بل من صفات البشر، ولا بد من الاعتراف بنقص الخدمات الطبية في المنطقة وخاصة في محافظة الرس بدلا من تجاهل ذلك ومحاولة طمس الحقيقة وهذا ما تبيّن لي وللقارئ الكريم عبر بوابة الجزيرة من الشؤون الصحية، وأعلم أنها لا بد أن تدافع عن نفسها ولكن ليس بطمس الحقائق وقول ما ليس بحق كما فعل الدباسي وحاول أن يخفي حقيقة مستشفى الرس وما يعانيه من نقص شديد! ثانيا: ذكر الدباسي بأن هناك آلية محددة لعلاج الحالات ومن ثم تحويلها، وللأسف الشديد لم نر هذه الآلية تطبق مع المريضة التي توفيت في مستشفى الرس رغم حاجتها الماسة للنقل إلى أي مستشفى يتوفر فيه طبيب مسالك بولية حتى توفيت رحمها الله بعد أن تسمم دمها،وهل الآلية تمنع نقلها لأي مستشفى من مستشفيات المنطقة وخاصة بريدة، وترفض حضور طبيب مسالك لمتابعة حالتها، وهو ما حدث بالفعل وأبناؤها موجودون ومستعدون لإثبات ذلك، فلماذا يريد أن تغمض الشؤون الصحية أعيننا عن ذلك لتغض الطرف عنه وكأنه أمر ليس من الأهمية بمكان؟! بل إن هذا الأمر حدث لغير هذه المريضة وهم على علم بذلك، وفيه اتخذت الإجراءات الرسمية لكن دون جدوى، وقد ذكر لي ابنها أن المستشفى رفع عدة تقارير تفيد سرعة نقلها لمستشفى من مستشفيات بريدة أو غيرها لمعالجتها بعد تأزم حالتها ولكن قوبل هذا الطلب بالرفض من قبل تلك المستشفيات، والأدهى من ذلك كما يقول: إننا طلبنا منهم إرسال طبيب مسالك لمتابعة حالتها بعد تعذّر وجوده في مستشفى الرس ولكن باءت محاولتنا بالفشل إلى أن توفيت رحمها الله، والدباسي لازال يتكلم عن الآليات والأنظمة التي أغلبها وللأسف حبر على ورق ولا تخدم المواطنين، ولولا أن ما حدث مصيبة وخطأ تشترك فيه جميع الأطراف الصحية في المنطقة وعلى رأسها الشؤون الصحية لما تقدم ابنها من شدة الألم وهول المصيبة بشكوى لإمارة القصيم مطالبا بمعاقبة المتسبب والشؤون الصحية على علم بذلك ولديها الشكوى المقدمة من المواطن بعد إحالتها لهم من قبل سمو أمير المنطقة. ثالثا: أشكر الوزارة الموقرة ومن خلفها الشؤون الصحية على ما ذُكر من مشاريع طبية مستقبلية لمحافظة الرس وأتمنى ألا تكون مجرد كلام على أعمدة الصحف لا أثر له على أرض الواقع، وكثيرا وللأسف الشديد سمعنا جعجعة ولم نر خبرا! بل أملنا بالله ثم بالوزارة أن يكون ذلك قريبا ونراه حقيقة لا خيالا، كما أشكرهم على اهتمامهم بالرد على كل ما ينشر عبر الصحف فيما يخص الخدمات الطبية وإن كان مخالفا للحقيقة. رابعا: لقد قام وكيل محافظة الرس الأستاذ محمد بن عبدالله العساف بجولة تفقدية إن لم تخني الذاكرة في شهر شعبان من هذا العام على مستشفى الرس وعقد اجتماعا مع إدارته بقيادة مدير المستشفى الدكتور القدير محمد بن سليمان الرثيع الذي قدّم مشكورا تقريرا كاملا عن الخدمات الطبية التي تنقص المستشفى من أجهزة وأطباء وممرضين وممرضات وكل ما ينقص المستشفى حاليا، وتم عن طريق إمارة المحافظة رفع هذا التقرير لسمو أمير منطقة القصيم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود والذي قام حفظه الله بتحويله للشؤون الصحية لدراسته والإفادة عن أوضاع الخدمات الطبية في محافظة الرس والعمل على توفير تلك الخدمات مثلما تعودنا من سموه من حرص ومتابعة لجميع الخدمات الصحية في جميع محافظات ومراكز المنطقة، والخطاب تعلم عنه الشؤون الصحية علم اليقين وتدرك تمام الإدراك حاجة الرس للكثير من الخدمات الطبية، فلِم المكابرة منهم والرد بنفي وجود النقص وخطاب مدير مستشفى الرس لإمارة المنطقة خير دليل على صدق كلامي وعلى تفنيد ما جاء في رد الدباسي على مقالتي؟! خامسا: صدق فيما قال إن الرس فيها مستشفى وستة عشر مركزا صحيا وهذا الأمر حقيقة ولا أحد يشك فيها ولم يأت بجديد ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل هي مكتملة الخدمات أم أنها تعاني من نقص الخدمات الطبية في شتى المجالات؟! إن الحقيقة التي لا غبار عليها تقول: إنها مراكز ومستشفى بالاسم وهذا هو الواقع المرير لها بعيدا عن التظليل والمكابرة التي لن تعالج الخلل، وأتمنى من كل مسؤول في الشؤون الصحية بمنطقة القصيم بل على مستوى الوزارة أن يحترم عقليات الناس ولا يحاول أن يستغفلهم بردود سلبية لا فائدة منها ولا تخدم الصالح العام خصوصا أن العالم كله أصبح متفتحا ويدرك ما يحيط به ويميز بين الواقع وبين ما يجب أن يكون، وأسأل الله للجميع الهداية والتوفيق، وهذا ما أحببت البوح به رداً على الشؤون الصحية بالقصيم دفاعا عن محافظتي الغالية التي أحببتها وأحببت أهلها، وإظهارا للحقيقة، وهدفت من مطالبتي خدمة الجميع فيها، وأتمنى أن يكون لما كتبت نصيبا من النشر في جزيرة الخير في القريب العاجل. صالح بن عبدالله الزرير التميمي - الرس