جاءت الأوامر الملكية الأخيرة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتؤكد كم تزخر بلادنا برجالاتها الأكفاء وتفخر، فصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، منذ كان أميراً للعاصمة، له من الحضور في الأوساط السياسية والدبلوماسية العالمية ما ليس لغيره من الحكام الإداريين في عواصم العالم، وهو على المستوى المحلي والإقليمي قائد إداري وسياسي، قريب من القرار السياسي على امتداد عهود طويلة، قارئ للتاريخ العام يعرف كيف يستخرج منه العبر، بصير بدقائق تاريخ الدولة السعودية في مراحلها الثلاث، مؤمن بالمبادئ التي قامت عليها، نصير لها محافظ عليها، محيط بعوامل القوة والضعف فيها، خبير بعلاقتها بدول العالم مداً وجزراً. استقر في خاطر سموه أهمية تعريف العالم بما وصلت إليه المملكة من تقدم وتطور في شتى المجالات، فتبنى فكرة معرض (المملكة بين اليوم والأمس) الذي طاف العديد من عواصم العالم شرقاً وغرباً في صور ناصعة جميلة وفعاليات محببة إلى النفوس، ووجد إقبالاً منقطع النظير، وأبقى أثراً طيباً في كل نفس، ونظرة إجلال واحترام للمملكة وشعبها. وأتبع سموه ذلك بجولة ود وصداقة شخصية زار فيها العديد من دول العالم موطداً من خلالها العلاقة بينها وبين المملكة، واستقبل بكل حفاوة وتكريم سواءً على المستوى الرسمي أو الشخصي. ولما وجه الحاقدون سهامهم المغرضة تجاه المملكة وتاريخها، والمبادئ التي قامت عليه الدول السعودية، نذر نفسه للتصدي له، ومواجهة من ملأ الحسد قلبه وأفسد الحقد فكره بحجج دامغة وحقائق ثابتة. كما دافع عن حقوق الله الخالدة أمام دعاوى حقوق الإنسان الباطلة عن علم وبصيرة. كل من عرف سمو الأمير سلمان يدرك ما يتمتع به سموه من الذكاء والفطنة، وبعد النظر وسرعة البديهة، والدقة في كل أموره، وحضوره المبكر إلى مقر الإمارة ولقاء المواطنين، والاستماع إلى شكواهم ومطالبهم، وحل مشكلاتهم، وحرصه على متابعة أعماله حتى وهو في سيارته ذاهباً إلى العمل أو عائداً منه، ومجموع الصفات الشخصية والإدارية التي جعلت منه القائد المؤهل لتحمل المسؤوليات العظام. عرفه المواطنون بقربه منهم في السراء والضراء، فهو في المستشفى يزور المرضى ويسأل عن أحوالهم، وفي الأحزان يعبر عن مواساته لهم، وفي حالات الوفاة يزور أهل المتوفى ويترحم على ميتهم ويقدم لهم العزاء فيه، ولا أستطيع شخصياً أن أحصي المرات التي رأيت أو سمعت أن سموه شارك في الصلاة على ميت أو تقديم العزاء لأهله وذويه، وفي الأفراح والمناسبة الاجتماعية له الحضور المميز بشخصه أو برعايته. واليوم وقد أنيطت إلى سموه مسؤولية وزارة الدفاع فإنه سيواصل مسيرة أخيه سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله في بناء الدفاع وتطويره والنهوض به، وحماية الوطن وأهله ليظل حصناً منيعاً ضد كل من تسول له نفسه للنيل منه أو الاعتداء عليه. وإن غادر سمو الأمير سلمان إمارة الرياض وقصرها، فقد خلفه عليها سمو الأمير سطام بن عبدالعزيز أخوه وعضيده، ونائبه الذي لازمه طوال سنين عمله في الإمارة، وخبر شؤونها وأحوالها، وعرف بين الناس بتواضعه ومحبته للرياض وأهلها، وحرصه على قضاء حوائجهم وتيسير أمورهم. أسال الله جل وعلا لسموه الكريم وسمو نائبه الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز وسمو الأمير سطام بن عبدالعزيز العون والتوفيق والسداد في ظل مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظهم الله وأدام عزهم. (*) المستشار بالديوان الملكي