إلحاقاً لما سبق أن نشرته جريدتنا الأولى الجزيرة بتاريخ 15 شوال 1432ه بعنوان (بعد أن ثبتت الرؤية شرعاً أنه الهلال ليس كوكب زحل يا هؤلاء) والذي تحدث فيه كاتبه (كاتب هذه السطور) عن تأكد رؤية هلال شوال بالعين المجردة في مقابل عجز الفلكيين من رؤيته بكل أجهزتهم ومناظيرهم بل وحاولوا إيهام المسلمين بأن ما رؤي بالعين المجردة هو كوكب زحل وليس الهلال وصاروا يسردون وينسجون من الروايات والقصص ما يزعمون أنهم بذلك سيقللون به من الرؤية الحقيقية للهلال بالعين المجردة لينتصروا بذلك لأنفسهم ومعداتهم ومناظيرهم التي فشلت في تحقيق رؤية هلال شوال متناسين الحديث الشريف الصحيح الذي أمر من خلاله رسول الهدى محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم المسلمين بقوله: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأتموا عدة شعبان ثلاثين يوماً» وقال: «صومكم يوم تصومون وإفطاركم يوم تفطرون وحجكم يوم تحجون» ولو علم رسول الهدى أن هناك أفضل من هذا البيان لأبانه لأمته والله سبحانه وتعالى قال في محكم كتابه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} وسبق أن قال المفتي السابق الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله رحمة واسعة (لو فرضنا أن المسلمين أخطأوا في إثبات الهلال دخولا أو خروجا وهم معتمدون في إثباته على ما صحت به السنة عن نبيهم صلى الله عليه وسلم لم يكن عليهم في ذلك بأس بل كانوا مأجورين ومشكورين من أجل اعتمادهم على ما شرعه الله لهم وصحت به الأخبار عن نبيهم صلى الله عليه وسلم ولو تركوا ذلك لأجل قول الحاسبين مع قيام البينة الشرعية برؤية الهلال دخولا وخروجا لكانوا آثمين وعلى خطر عظيم من عقوبة الله عز وجل لمخالفتهم ما رسمه لهم نبيهم وإمامهم محمد صلى الله عليه وسلم التي حذر منها في قوله عز وجل: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}، وقوله: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}، وقوله سبحانه: {وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ} بل قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله: في قوله صلى الله عليه وسلم: (إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب) هو خبر تضمن نهياً وقال: (رحمه اللهوالمعتمد على الحساب في الهلال كما أنه ضال في الشريعة مبتدع في الدين فهو مخطئ في العقل وعلم الحساب) وقال القرطبي أيضا: لم نكلف في تعرف مواقيت صومنا ولا عباداتنا إلى معرفة الحساب ولا كتابة بل ربطت بأعلام واضحة وأمور ظاهرة يستوي في معرفة ذلك الحساب وغيرهم) فهل بعد هذا البيان من بيان؟ والكثير من الناس تحروا انتهاء شهر شوال منتظرين هلال شهر ذي القعدة فإذا به يؤكد من رأى هلال شوال بالعين المجردة الأمر الذي يوجب على أصحاب الفلك ومن ناصرهم أن لا يبصموا بالعشرة بل بالعشرين لصحة رؤية العين المجردة لهلال شوال وفشل رؤية أجهزة أصحاب الفلك خاصة بعد تأكيد علماء الأزهر لرؤية هلال شوال بسبعة مراصد مصرية وبالعين المجردة وما رؤية الهلال بالمراصد المصرية مقرونة برؤية العين المجردة إلا دليل على أن المراصد أو أجهزة الفلكيين في جدة وغيرها بعد لم تكن جاهزة لتحقيق الرؤية الحقيقية للأهلة ربما لعدم دقتها أو لجهل باستخدامها وبذا تأكد لكافة المسلمين زوال الشكوك التي صنعها أصحاب الفلك في المملكة وخاصة في جدة أمام الصائمين حينما قالوا بعدم إمكانية رؤية هلال شوال بالعين المجردة ما دام أن أجهزتهم فشلت بتحقيق الرؤية فما عساهم أن يفعلوا اليوم وقد فضح هلال ذي القعدة وأفشل كل مقولات أصحاب الفلك الأمر الذي يوجب على أصحاب الفلك أخص جمعية فلك جدة تقديم الاعتذار لأصحاب الرؤية بالعين المجردة أعني من رأى هلال شوال لهذا العام. صالح العبدالرحمن التويجري