إن اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز -حفظه الله- ولياً للعهد خلفاً لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز -رحمه الله تعالى- قرار موفق وقرار حكيم وقرار مسدد، وإن مصادقة هيئة البيعة بالإجماع على هذا الاختيار دليل حاضر على ما يحظى به صاحب السمو الملكي الأمير نايف -حفظه الله- من مواهب وسمات وخصائص وصفات تؤهله للقيام بهذه الأمانة على أكمل وجه وأتمه، وبعون الله تعالى وتسديده. إن الأمير نايف بن عبد العزيز رجل المهمات بما تحمل هذه الكلمة من معانٍ، فسموه الكريم صاحب فكر ثاقب ونظرة مستقبلية بعيدة المدى، وهو الأمير الغيور على ثوابت دينه وثوابت هذا الوطن العملاق الذي وضع أسسه وشيد بنيانه والده الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل -رحمه الله- وهو الرجل الفطن، فقد وهبه الله تعالى من الكياسة والذكاء والفطنة الكثير والعجيب مما يعينه -بإذن الله تعالى- على تخطي الصعاب والعوائق في مهمته الكبيرة ومنصبه الهام. الأمير نايف بن عبد العزيز رجل الأمن الأول وقد نجح بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى ويستحق جوائز عالمية وأوسمة هامة وكبيرة كذلك في وزارته الهامة بقدرته بعد عون الله تعالى ووكليه ومساعديه بمحاصرة فكر الخوارج والقضاء على فتنتهم ودعواتهم المضللة، حيث أخفق البعض في دول أخرى بالقيام بنفس الدور والمهمة. إن اختيار الأمير نايف بن عبد العزيز ولياً للعهد في مثل هذه الفترة الحرجة جداً دولياً وما يمر به العالم من فتن ونكبات سياسية واقتصادية وغيرها، والحرجة جداً عربياً بما يمر به العالم العربي من فتن، فهو -حفظه الله- ذو حنكة وحكمة ونظرة ثاقبة ورأي سياسي صائب، وهو ذو عقيدة صافية وعقل راجح وخلق كبير، وطني بما تعني هذه الكلمة ويعنيه الوطن ومقدراته ومواطنيه وحاجاتهم وطلباتهم وشئونهم الخاصة والعامة. وأخيراً أهنئ خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله تعالى- بهذا الاختيار الموفق وأهنئه بولي عهده ونائبه سمو الأمير نايف وأهنئ ولاية العهد بسمو الأمير الكريم، فهو شرف لها، وأهنئ سموه -حفظه الله تعالى- بهذا المنصب الهام، وأدعو الله تعالى وأسأله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين من كل سوء ومكروه وأن يمد في عمره وأن يحفظ سمو ولي عهده الأمين وهذه الأسرة الكريمة، وأن يحفظ هذا الشعب الكريم والوطن المعطاء من كيد الكائدين ومكر الماكرين إنه سميع مجيب الدعاء. (*) الأستاذ المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية