حين يكون الوطن وأمنه هاجس رجالاته الذين يبذلون دماءهم ويفتحون قلوبهم قبل أبوابهم لأبناء شعبهم، وحين تضرب الأمثلة في الفكر الأمني القادر على حماية الوطن وشعبه، والمسخر لفكر الأمن الإنساني بمفهومه الشامل، وحين يتعدى الواجب الأمني منظومته التنفيذية نحو فكر رعاية الإنسان والدفاع عن حقوقه، والضرب بيد من حديد على من يمتهن كرامته أو تسول له نفسه أن يرتع في فكر شباب الوطن، ويتاجر بعقولهم، وحين تصبح السياسة كلمة رديفة لتلاحم الشعب بقيادته، وحين يكون الحديث عن رجل هذه المواقف وصاحب فكر هذه الرؤية الوطنية النبيلة، يكون الحديث عن الأمير نايف بن عبد العزيز. من تجربتي وعن قرب لمست في سموه شيئاً آخر مختلفا، رجل سياسة فريدا، ورجل أمن سلاحه ثقة الشعب به، وحصانته محبتهم له، نسج فكراً جديداً للمنظومة الأمنية قوامها خدمة العقيدة والأمة، ونهجها الولاء للقيادة والانتماء للشعب. ورأى الوطن بعين السلام والأمن فسخر في كل طريق مشعلاً لإنارة الفكر، ووقف في وجه الفئة الضالة حرصاً على كل بيت سعودي ووفاءً لكل مواطن قدر الله له أن يكون من أبناء هذا الشعب المحب. لقد أثبت خادم الحرمين الشريفين حكمة جديرة باحترام العالم لهذا الوطن عندما اختار صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ولياً للعهد، فقدم للعالم شهادة حية على النهج السعودي الذي قام على البيعة لخدمة الشعوب لا إذلالها، ولاستقرار أمنها لا زعزعته، حفاظاً على الشرف الإنساني الذي منحه الإسلام للنفس البشرية، وهو النهج الذي أصبح سمة سعودية باقتدار، تقدم للعالم أنموذجاً قل نظيره. من يعرف ولي العهد، ومن تعايش مواقفه، ومن لجأ إليه، ومن التمس حقاً عنده، لا يملك إلا أن يجدد ولاءه، ويعزز ثقته بنهج القيادة السعودية التي تختار رجالها بحنكة الواقع ودهاء المستقبل، فالأمير نايف بن عبد العزيز استطاع على مدى سنوات عطائه الطوال أن يتقرب من المواطن، وأن يتلمس همه، ويوجهه هنا وهناك لبحث قضيته، والوقوف إلى جانب كل ذي حق، ليحقق الأمن من مفهوم الحكمة لا الشدة. يكبر الوطن كل يوم وتكبر مسؤولياته، وتشتد الحاجة إلى رجال المواقف ومواقف الرجال، وقدر هذا البلد المسلم أن يبقى الخير فيه وفي أمته الإسلامية، لتبقى راية التوحيد خفاقة، ويبقى الدور السعودي ركيزته الإنسان، وعقيدته الإيمان، وفكره العمل لرخاء الإنسانية، وكرامة الوطن والمواطن.. فهنيئاً للوطن بهذا القدر.