يتميز صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، بصفات من النادر أن تجتمع في غيره من الرجال؛ إذ يرتبط دائما منصب وزير الداخلية بالصرامة والحزم والانشغال بالملفات الأمنية الساخنة عن الجوانب الإنسانية والاجتماعية والأعمال الخيرية المختلفة وباقي الأدوار ذات العلاقة بالتواصل مع المواطنين والاستماع لشؤونهم وهي ما يندر اجتماعها في شخصية أمنية تقف على هرم المسؤولية في وزارة مثل الداخلية في أي بلد في العالم. ولهذا فالأمير نايف شخصية مختلفة ومن طراز رفيع من القادة وحاملي المسؤولية تجاه دينه ومليكه ووطنه ومواطنيه، وعرف عن الأمير نايف الحكمة والهدوء والتبصر في معالجة أي قضية تعرض عليه، فهو بحمدلله خير عون وخير عضد للملك الصالح عبدالله، وتعيينه وليًا للعهد خير لهذه الأمة وللشعب الكريم. والمتأمل في تاريخ الأمير نايف يرى ما يسر النظر ويثلج الصدر من الإيمان الراسخ والوفاء للعقيدة والدين والوطن وولاة الأمر وأبناء المجتمع. والتأكيد مجددًا على أن هذه البلاد ستظل بإذن الله تعالى بلد الاستقرار والطمأنينة والهدوء، تجسيدًا لتلاحم أفراد الأسرة المالكة، بقيادة الملك العادل والإنسان وكذلك تلاحم الشعب الأصيل مع قيادته التاريخية التي تعرف متى وكيف تختار لمواقع المسؤولية البارزة. وللأمير نايف أياد بيضاء في أعمال الخير في الداخل والخارج من خلال رئاسته لحملات الإغاثة لمساعدة المنكوبين من الشعوب العربية والإسلامية، إلى جانب عنايته بالسنة النبوية الشريفة والعلم النافع من خلال جائزة الأمير نايف العالمية لخدمة السنة النبوية والكراسي العلمية. رغم حزننا على فقدان رجل الجود والكرم الأمير سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله، إلا أن اختيار الأمير نايف بن عبدالعزيز وليًا للعهد نائبًا لرئيس مجلس الوزراء وزيرًا للداخلية، أراح قلوبنا من بعض الحزن على فراق الأمير سلطان. فالأمير نايف رجل المهمات الصعبة ورجل الأمن ورجل المواقف وتوليه ولاية العهد خير خلف لخير سلف، وبعون الله ثم بحكمته سيزداد شروق الأمن على بلادنا مهبط الوحي.