قال العميد صالح بن يوسف الحرّ، مدير مكافحة المخدرات بمنطقة الرياض: لا شك أنه مصاب جلل وخطب عظيم هذا الذي فُجعنا به بل فُجعت به الأمتان العربية والإسلامية، حدث محزن وأليم، أدمى قلوبنا جميعاً، جعل المآقي تفيض بالدمع الغزير الغالي. ولا غرو أن تجيش هذه المشاعر، وتعلن فجيعتها بهذا الحدث الذي زلزل كيان كل من عرف هذه الشخصية الاستثنائية التي حباها الله هذا القبول وأشاع محبتها في القلوب. لقد أبكى فَقْد العضد الوفي الأمير المحبوب «سلطان الخير» - رحمه الله - العيون حتى فاض دمعها لفقد الوطن واحداً من أنبل رجالاته وأعظم أبنائه البررة بل قائداً عظيماً ملهماً أسهم في بناء نهضته ورقيه وتقدمه ورفعته. أن المصاب والخطب جليل ومؤلم، وتقف الكلمات عاجزة عن تسطيره وترجمته، كيف لا والحديث عن شخصية متعددة الجوانب والمآثر، ومناقبه أكثر وأعظم من أن نقف عليها أو نصفها، فإن تناولته كرجل بر وإحسان وجدته أمة في الخير والعطاء، ولعل تسميته بسلطان الخير لم تأتِ عبثاً، فأني يممت وجهك في عمل خيري وجدت لسلطان يداً بارزة وحضوراً مشرفاً يجعلك لا تملك إلا أن تدعو له بالرحمة والمغفرة في كل مأثرة تركها هنا وهناك. وإن تناولت شخصيته من كونه قائداً فذًّا حمل همّ الوطن ومستقبله ونموه وتطوره وجدته ذلك القائد العظيم الذي ساهم بفعالية لافتة مشهود لها في جميع مراحل نهضة وبناء المملكة العربية السعودية، التي سيشهد التاريخ الحديث أنه من شداتها والقائمين على تدشين جميع مفاصل نموها وازدهارها، هذه الدولة السعودية الحديثة التي تفخر بأن البارئ رزقها بابن بار ومخلص، نذر روحه وحياته لخدمتها وخدمة أبنائها؛ فقد أحب ثرى هذه الأرض بل عشقها فبادلته حباً بحب وعشقاً بعشق. وأكد العميد الحرّ: لقد أسهم هذا الرجل الفذ ذو الفطنة والكياسة منذ بواكير صباه، وعلى امتداد عمره الوظيفي، الذي تجاوز ستة عقود ببضع سنين، بدءاً من تعيينه أميراً لمنطقة الرياض، ثم وزيراً للزراعة، ثم وزيراً للمواصلات، ثم وزيراً للدفاع والطيران، ثم ولياً للعهد وساعداً أيمن لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، إسهاماً كبيراً وبجهد دؤوب مخلص في نهضة البلاد وتوطيد أركانها مؤدياً أدواره العملية ومناصبه التي تقلدها تحكي قصة نجاحات عظيمة لا يسع المجال لحصرها؛ فهي أوسع وأجل من أن تُتناول في عجالة كهذه، لكنها تبقى شواهد صادقة على فاعليته وهمته العالية التي جعلت منه أنموذجاً يُحتذى سواء في القيادة أو الإدارة أو حتى على مستوى المناشط الإنسانية التي رسخ فيها ثقافة العطاء السخي اللامحدود. ولعل المؤسسات الخيرية والدعوية ومرافق العلاج وأماكن التطبيب التي أسهم في إنشائها من ماله الخاص تعكس رسوخ هذه الثقافة الخيرية النابعة من وجدان صادق لا يرجو منه سوى رضا الله عز وجل. ولعل فيما أثر عنه من أعمال خيرية كان يتكتم عليها ونشرها من عمل معه أو ممن شملتهم مآثره وأياديه البيضاء السخية، كل هذه تترجم خصائل البذل والعطاء التي لم تؤتَ إلا للنفوس التي وقاها الله الشح وجعلها تبسط أياديها عطاءً وخيراً، ليس للوطن وأبنائه بل للإنسانية جمعاء، وهذا ما يفسر لنا حجم الفجيعة وتداعياتها على المستويين المحلي والعالمي. ختاماً، وداعاً لفقيد الوطن والأمة والإنسانية والخير، ونسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه الفردوس الأعلى. ونعزي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد والأسرة الكريمة بهذا المصاب الجلل. والله الموفق.