تظل مآثر صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- أقول تظل تلك المآثر منابر من نور في هذه الحياة بعد رحيله وحسنات عند الله يوم الحساب. والخرج من المحافظات التي حظيت بتواجد سموه بها بصورة مستمرة منذ وقت مبكر، حيث توجد مزرعته الحامدية شمال الدلم منذ ما يزيد على الخمسة عقود، فكان يحضر في نهاية الأسبوع للراحة والاستجمام ويصلي مع الأهالي في جامع الدلم، حيث يتسابق الجميع للتشرف بالسلام عليه أو إلقاء نظرة من بعد وهو باش الوجه للجميع، وعندما احتاج هذا الجامع للترميم والتجديد تبرع سموه رحمه الله بمبلغ مالي كبير ساهم بإظهاره بصورته الحالية، وكان ذلك في عام 1413ه، فاكتظ الجامع بعد ذلك بالمصلين يؤدون صلاة الجمعة أسبوعياً بيسر وسهولة وتكييف على مستوى عالٍ. وفي الحفل الذي أقامه أهالي الخرج لسموه -رحمه الله- في مطلع عام 1419ه احتفاءً به تبرع بإنشاء مركز الأمير سلطان للخدمات الصحية الذي بني على أحسن طراز ويقدم خدماته الصحية للأهالي بالخرج وقبل سنوات قليلة قدم للأهالي هدية ثانية، وجار تنفيذها وقد دخلت مراحلها الأخيرة وهي تتمثل في مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض القلب بالخرج، حيث تم إنشاؤه داخل حرم مستشفى الملك خالد بالخرج ليلبي حاجة ملحة لمرضى القلب، وتبلغ تكلفته ثلاثين مليوناً ويتكون من ثلاثة طوابق بسعة 32 سريراً مع المرافق، ومن المتوقع الانتهاء من إنشائه وتجهيزه في نهاية العام المقبل. وعند لقائه ببعض أبناء إنسان بالخرج (الأيتام) في عام 1428ه، حيث كان لقاءً مشهوداً ليس للأبناء الذين شاركوا في ذلك اللقاء، بل لجميع أيتام محافظة الخرج، حيث قدم سموه هدية مجزية لجميع أبناء فرع جمعية إنسان بالخرج عبارة عن وقف خيري بقيمة (16.000.000) ستة عشر مليون ريال، تم شراء هذا الوقف وتأجيره بريع سنوي يبلغ مليوني ريال (2.000.000).. وقد سمي هذا الوقف ب(وقف الأمير سلطان لرعاية الأيتام بالخرج) وأعطى هذا الوقف دفعة قوية لفرع الجمعية بمحافظة الخرج. أما المستشفى العسكري بالخرج فله رعاية خاصة من سمو الأمير سلطان رحمه الله رحمة واسعة، وقد كان منذ فترة طويلة وهو يرعى احتفالات تخريج المتدربين في المؤسسة العامة للصناعات الحربية بالخرج ويوجه الخريجين الذين هم اليوم يديرون مصنعاً ضخماً للأسلحة الخفيفة والذخيرة الحية بكل جد واجتهاد وقد عبّر عن حب أهل الخرج للأمير سلطان -رحمه الله- الشاعر عبدالعزيز العتي في قصيدة له ألقيت بمناسبة زيارة سموه للخرج في مطلع عام 1419ه يقول فيها: صفا اليوم وجداني ورقت مشاعري وأثلج صدري ما رأيت وناظري مواكب عز فوق أرض احتضنتها فطابت بها نفسي وفاضت خواطري أنا الخرج يا سلطان بتُ على لظى من الشوق للقيا فطيبت خاطري فأهلاً وسهلاً بالأمير ومرحباً نثرت لكم حبي بتعبير شاعر ونحمد الله مولانا بأن جئت سالماً ونرجوه أن يكفيك شر المخاطر نحييك مليوناً وزدها بمثلها لخادم بيت الله انقل مشاعري ويا سيدي أبلغه إنا نحبه وندعوا له بالعز فوق المنابر ... إلى آخر القصيدة. أما الشاعر الشيخ سعد بن عبدالله بن غنيم فيقول بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس المملكة مستذكراً التاريخ الصادق المشرف للمملكة منذ توحيدها فيعدد مآثر حكامها فيقول: وسلطان الرأي السديد الذي له سجل من الأمجاد يعبق بالرند تولى جيوش المسلمين يقودها لنصر من الرحمن جاء على وعد سميدع إن خاض الحروب يقودها يجز رؤوس المعتدين بلا عد كريم كبير القلب منفاق ماله بشتى وجوه الخير يعطي بلا حد فلم ير في هذا الزمان كمثله جواداً ولم يعرف لسلطان من ند ولإن بقي القلم يعدد مآثر الراحل الأمير الإنسان سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- فقد لا تفي المساحة لذلك، ولكن أكتفي من القلادة ما أحاط بالعنق. وإنني أرفع أحرّ التعازي لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وللشعب السعودي الأبي، وأسأل الله أن يتغمد الفقيد الأمير سلطن بن عبدالعزيز بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. عبدالعزيز بن ناصر البراك -وزارة التربية والتعليم