فجعنا وفجع العالم كله بوفاة سلطان بن عبدالعزيز سلطان الخير -رحمه الله تعالى وأدخله فسيح جناته-، والتاريخ لن ينسى سلطان العطاء سلطان الخير الأب الحنون للجميع، فكان سموه الكريم يمتلك قلب الأب الراحم وأدرك كما يدرك الكثيرون أن الحديث عن رجل بحجم الأمير سلطان يحتاج إلى الكثير والكثير؛ وأدرك جيداً أن سيرة سموه معروفة لدى القاصي والداني فهو قريب دائماً من احتياجات المواطنين، وله وقفات خالدة لن ينساها التاريخ فعندما يكون الفقيد سلطان الخير سوف يتوقف القلم عن الكتابه وتتبعثر الكلمات وتشرد المعاني ويذهل الفكر ولا نستطيع إلا أن نقول: إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا أبا خالد لمحزونون.. ولكن عزاءنا الوحيد أن خادم الحرمين الشريفين عودنا دائماً على بشائر الخير فهو بين الحين والآخر يزف إلينا البشائر الطيبة.. ويعتبر تعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولياً للعهد من أعظم البشائر التي زفها القائد الوالد خادم الحرمين الشريفين لشعبه الكريم، فقد فرح بها الجميع فالأمير نايف بكل تأكيد هو خير خلف لخير سلف، فهو رجل الأمن الأول وسياسي محنك وقائد عظيم فقد ارتبط اسمه الكريم بالأمن، وقد أبدع في المجال الأمني حتى قطع دابر الأرهاب بحكمته وحنكته وهو صاحب نظرة ثاقبه وأصبح الأمن لدينا بقيادة هذا الفذ يريح كل مواطن يعيش على هذه الأرض الطيبة المباركة فقد بذل حفظه الله تعالى الكثير من الجهد والوقت حتى يعم الأمن والسلام في ديارنا من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها؛ وفوق هذا كله فسموه الكريم متواضع بشوش مثقف وأسع الفكر متحدث مميز ومحاور قدير.. فكان طيلة مسيرة سموه الكريم العملية المشرفة خير مثال لخير مسؤول. فشخصية سموه تميزها الحكمة والحلم والعاطفة الجياشة والإنسانية إلى جانب الحزم والصفات القيادية فنحن الشعب السعودي، قد كسبنا سموه بتعيينه ولياً للعهد وقد كسبنا حنكة سموه ودهاء المستقبل، وهذا هو الذي اعتدناه من قيادتنا الرشيدة.. فالمواطن هو همهم الأول والأخير. فقد شهد العالم الخارجي حكمة جديرة باحترام العالم لهذا الوطن عندما اختار الملك حفظه الله سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف ولياً للعهد، فقدمنا للعالم شهادة حية على النهج السعودي الذي قام على البيعة حفاظاً على الشرف الإنساني الذي منحه الإسلام للنفس البشرية، وهذا هو النهج الذي أصبح سمه سعودية باقتدار وبذلك قدمنا للعالم أجمع نموذجاً عظيماً نسأل الله عزّ وجل أن يكون قادتنا دائماً لنا عزاً على طاعة الله عزّ وجل.