فاصلة: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ. ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً. فَادْخُلِي فِي عِبَادِي. وَادْخُلِي جَنَّتِي}. خبر وفاة سلطان الخيركان صادما للأمة العربية والإسلامية والعالم اجمع، وكان فاجعة كبيرة لنا نحن الذين نعرف سلطان الإنسان لقربه من كل مواطن وكرمه في التعامل والعطاء. من منا لم يشاهد مقطع المقابلة القصيرة له مع الطفل المعاق على كرسيه المتنقل حين حمله رحمه الله وكان يداعبه فقال له الطفل أنا أحبك فرد عليه الأمير سلطان رحمه الله بعفوية وأنا أحبك بعد. ومن منا لا يتذكر وجهه البشوش وابتسامته في زيارته للجنود المصابين في المستشفى وتواضعه في اللقاء بهم. إن أي مشهد لسلطان الخير رحمه الله هو بمثابة صورة واقعية تترجم إنسانيته وإحساسه الكبير بهموم الناس من حوله ولذلك لم يكن غريبا أن يظهر احد مديري مكتب الأمير سلطان رحمه الله يبكي عبر شاشة قناة العربية في حديثه عنه بشكل تلقائي غني عن التعبير حيث تحدث عن حضور الراحل لحفل زفافه في عسير لما علم بذلك دون أن ينتظر دعوة من الموظف الذي لم يتوقع حضور رجل دولة وقته مخصص للعمل ومسئولياته متعددة، وهذا منتهى التواضع في تعامل الإنسان مع من يعملون معه. الأمير سلطان لم يكن فقط رجل دولة اشتهر بحكمته وحنكته في تسيير أمورها بل كان أنموذجا للإنسان الكريم الذي سخركل ما حباه الله لخدمة الناس في كل مكان. اللهم ارحم عبدك سلطان رحمة واسعة بقدر ما أسعد وساعد الكثير من خلقه. اللهم اجعل خير أيامه يوم أن لقي وجهك الكريم. اللهم نقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.. اللهم آنسه في قبره.. اللهم إننا نحبه فيك.. اللهم وأسكنه الفردوس الأعلى يا رب العالمين.