تمكن سوق الأسهم من الخروج رابحاً (العائد على السهم) بنسبة وصلت إلى نحو 25 %، وسط عاصفة من الاضطرابات ضربت المنطقة العربية خلال الأشهر التسعة الأولى من 2011م، وُصفت بالأعلى في تاريخ المنطقة الحديث، إضافة إلى أن هذه الفترة أيضاً شملت واحدة من أصعب فترات الاقتصاد العالمي، التي قد تهدد بحدوث انهيار لأكبر إمبراطوريتين اقتصاديتين (الأمريكية والأوروبية). ورغم أهمية هذه النتيجة للعموم أو لمراقبي السوق إلا أن ما يهم المتداولين بالسوق هو التعرف على الأسهم التي تميزت في أدائها خلال فترة الأرباع الثلاثة من عام 2011م مقارنة بأدائها للفترة نفسها من العام السابق. قياديات السوق الأعلى ربحاً لا تزال القياديات الرئيسية بالسوق هي الأعلى ربحاً من حيث القيمة؛ فقد جاءت سابك في المرتبة الأعلى بقيمة 23.98 مليار ريال خلال فترة الأشهر التسعة المنتهية من عام 2011م، وبمعدل نمو وصل إلى نحو 52 % عن الفترة المماثلة من العام السابق.. يليها الراجحي بصافي أرباح بلغت 5.5 مليار ريال، وبمعدل نمو 7 % عن مثيلتها للعام السابق، ثم الاتصالات بصافي أرباح 5.4 مليار ريال، وبمعدل تراجع وصل إلى 25 %. وتُعتبر الاتصالات السعودية وسامبا من الحالات الرئيسية للأسهم القيادية التي نالها تراجعٌ، وجاء شديداً في حالة الاتصالات خلال الأشهر التسعة المنصرمة من عام 2011م. على النقيض أحرز سهم اتحاد الاتصالات صافي أرباح بلغت 3.4 مليار ريال. ورغم أن أرباحها تقل عن أرباح الاتصالات السعودية إلا أن سهم اتحاد الاتصالات سجَّل نمواً بنسبة بلغت 23 %. شركتا اتصالات.. على رأس قائمة الأعلى خسارة وكانت الخسارة الكبرى خلال الأشهر التسعة المنتهية من عام 2011م من نصيب اثنتين من شركات الاتصالات؛ حيث تكبدت شركة زين السعودية خسارة قيمتها 1.4 مليار ريال. وبالرغم من ذلك فإن معدل الخسارة قد تراجع بنسبة 20 % عن الفترة نفسها في العام السابق، يليها شركة اتحاد عذيب بصافي خسارة 184.2 مليون ريال، وبمعدل تحسن للخسائر عن العام السابق بنحو 40 %. أما شركة مبرد فقد تكبدت صافي خسارة 115.9 مليون ريال، وبمعدل ارتفاع في خسائرها بلغ 1832 %، غير أن خسائر كيان وسند قد ارتفعت بنسبة 456 %، و148 % على التوالي. أسمنت الجوف.. الأعلى نمواً في أرباحها تمكَّن سهم أسمنت الجوف من إحراز أعلى نمو في الأرباح بلغ نسبة 3705 % في الأشهر التسعة المنتهية مقارنة بمثيلاتها من العام السابق؛ حيث استطاعت تحويل خسارتها إلى ربح بلغت قيمته 68.5 مليون ريال.. يليها شركة كيمانول التي قفزت أرباحها من مليونين في الأشهر التسعة الأولى من عام 2010م إلى 46.9 مليون ريال خلال الفترة نفسها من العام الحالي، بمعدل نمو بلغت نسبته 2245 %. أما الصادرات والاتحاد التجاري للتأمين فقد تمكنتا من تحويل خسارتيهما إلى أرباح؛ حيث حققت الصادرات معدل نمو لأرباحها بلغ 1617 %، في حين حقق سهم الاتحاد التجاري نمواً في أرباحه بلغ 854 %. وأخيراً سجلت تبوك الزراعية نمواً في أرباحها بنسبة 800 %. مبرد وجازان أسهم العهد القديم.. الأعلى تراجعاً من خسارة إلى خسارة؛ حيث كان أعلى معدل للتراجع في النتائج من نصيب مبرد، التي ارتفعت خسائرها بنسبة 1832 % خلال فترة الأشهر التسعة المنتهية من العام الحالي 2011م مقارنة بمثيلاتها في العام السابق.. يليها سهم مسك، الذي سجل وضعاً أسوأ نسبياً نتيجة تحول ربحه البالغ 4 ملايين ريال في الأشهر التسعة الأولى من عام 2010م إلى خسارة بلغت 26.3 مليون ريال في الفترة نفسها من العام الحالي، وبنسبة تراجع بلغت 707 %. والوضع نفسه ينطبق على اتحاد الخليج للتأمين، الذي تحولت أرباحه إلى خسارة بنسبة تراجع بلغت 385 %. وقد أصاب كيان وجازان للتنمية التدهور في خسائرهما؛ حيث ارتفعت خسائر كيان بنسبة 456 %، في حين ارتفعت خسائر جازان للتنمية بنسبة 388 %. الإنماء وكيان.. لا يزالان متربعَيْن على عرش الأعلى نشاطاً تمكنت أسهم الإنماء وكيان وزين في الحفاظ على مكانة الصدارة من حيث حجم الأسهم المتداولة في السوق خلال الأشهر التسعة المنتهية؛ حيث احتلت الإنماء المرتبة الأولى بإجمالي أسهم 3.2 مليار سهم لعام 2011م مقارنة بإجمالي بلغ 4.3 مليار سهم متداول في الفترة نفسها من العام السابق. ورغم قدرة سهم الإنماء على الحفاظ على موقعه بوصفه أعلى نشاطاً من حيث حجم تداول الأسهم إلا أن حجم تداوله قد انخفض بالفعل في العام الحالي مقارنة بالعام السابق. وبالمثل بالنسبة لكيان وزين اللذين احتلا الترتيب الثاني والثالث على التوالي، غير أن حجم التداول لكل منهما انخفض في الفترة نفسها مقارنة بالعام السابق. أما ما يلفت الانتباه فهو استحواذ سهم أعمار على المرتبة الرابعة؛ ليحل محل معادن التي جاءت في المرتبة الرابعة العام السابق. وكانت المفاجأة في سهم سابك الذي احتل المرتبة الخامسة بوصفه أعلى نشاطاً بكمية أسهم متداولة بلغت 1.1 مليار سهم مقارنة بكمية لم تزِد على 760 مليون سهم في العام السابق، أي أن الكمية المتداولة زادت لسابك بنسبة بلغت 52.2 %؛ الأمر الذي يُشكِّل تغيراً جوهرياً بالسوق؛ حيث نشطت تداولات الأسهم الثقيلة كثيراً عما قبل، إلا أن التغيرات الكبيرة التي طرأت على أسعار النفط خلال عام 2011م تعتبر مفسِّرة لجزء كبير من هذا النشاط الحثيث لسابك.