ما هذه الدنيا بدار قرار لقد كان النبأ مفزعاً والخطب جللاً والمصيبة كبيرة لفقد رجل عظيم وقائد محنك وباذل سخي أعتق الرقاب وشيد المساجد ودور العلم وأسس الجمعيات الخيرية للغذاء والدواء وطبع الكتب. كان مدرسة في كافة تعاملاته تخرج منها الجميع وكان رحمه الله يتوقد ذكاء في خطبه التي يلقيها في المحافل الدولية أو خلال زياراته للقوات المسلحة أو إذا تحدث لوسائل الإعلام إنه رحمه الله أسطورة زمانه في الإدارة والقيادة حيث تقلّد عدداً من المناصب القيادية الهامة ومنها إمارة الرياض ووزارة الزراعة ووزارة الدفاع والطيران وولاية العهد إلى أن توفاه الله عز وجل. إن التحدث عن العظماء ليس بالأمر السهل فكل جانب من حياته تحتاج إلى ديوان لكننا وقد كلمنا بفقده نعزي أنفسنا وكافة أبناء هذا الشعب الوفي وقادته الكرام وأبناء الفقيد تغمده الله بواسع رحمته وفسيح جناته. إن غياب جسده الطاهرة ستخلِّدة مآثره العظيمة من منجزات يقل نظيرها ومن أهمها تأسيس الجيش السعودي حتى أصبح مضرب المثل للتضحية والفداء والتقنية والإعداد. إن سلطان الخير نذر نفسه للعطاء منذ نشأته المباركة على يد المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله فكان رحمه الله يداً حانية وعيناً دامعة وصاحب قلب رحيم فلم يغلق باباً ولم يرد سائلاً إلى أن توفاه الله واختاره إلى جواره.. إننا لمحزونون (إنا لله وإنا إليه راجعون). علي بن سليمان الدبيخي