مات سلطان بن عبدالعزيز رجل الإنسانية ومنبع العطاء.. ما ت سلطان بن عبدالعزيز ففقدت الأمة ركناً متيناً لما كان يتمتع به من حنكة وحكمة وحلم وقلب عطوف.. مات سلطان بن عبدالعزيز رجل الدولة وأحد أعمدتها الرصينة فبكت العيون وحزنت القلوب والنفوس على فراقه محزونة. كيف لي أن أصف رجل المؤسسات والتنمية منذ نشأت هذه البلاد على يد والده المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز الذي أوكل لابنه سلطان الكثير من المهام الجسيمة في الدولة السعودية الثالثة لما رآه فيه من دهاء سياسي وعقل راجح وبصيرة نافذة استطاع من خلالها الفقيد أن يؤسس للكثير من المؤسسات المدنية وعلى رأسها وزارة الزراعة التي تأسست عام 1373 ه فكان رحمه الله أول وزير لها أرسى من خلالها دعائم التنمية الزراعية واستغلال مواردها الطبيعية لتحقيق متطلبات الغذاء بكل أنواعه واحتياجاته للمجتمع . كيف لي أن أصف قلباً حنوناً امتلأ بحب اليتامى والمحتاجين حتى أصبح في حياته مثالاً يحتذى به ونبراساً شامخاً في البذل والعطاء بلا منة ولا حساب حتى أصبح سلطان والعطاء وجهان لعملة واحدة يصعب التفريق بينهما.. كيف لي أن أصف من تواضع للفقراء والمساكين وبذل الوقت والجهد إما لمساعدة أو قضاء حاجة رغم ضيق وقته وكثرة مشاغله.. كيف لي أن أصف بأسه وشدته على الظالمين والحاقدين والمغرضين الذين سعوا في زعزعة أمن هذه البلاد فكان بعد الله الرجل الأمين على وطنه وشعبه .. إننا من دون شك نظلم رضا أنفسنا عندما نتحدث عن سلطان الخير لصعوبة اختزال تاريخه المجيد وسيرته العطرة.. ثم كيف سنرضي الملايين من محبيه في أصقاع الأرض عندما يقرؤون تقصيرنا في وصفه وحقه علينا بذكر كل محاسنه.. نعم مات سلطان بن عبدالعزيز ولكن صورته وذكره باق ٍ في قلوبنا وعقولنا إلى يوم نلقى ربنا لأنه من الصعب أن ينسى رجلُ مثل سلطان ومن الصعب أن نجد من يحمل صفاته التي حباه الله بها دون سائر خلقه وهي نعم يمن الله بها على عباده المخلصين.. مات سلطان بن عبدالعزيز عضيد الملوك والسند المتين فلا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون.. رحمك الله يا سلطان. الرئيس التنفيذي لشركة نادك