نعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - إلى أبناء المملكة العربية السعودية صباح السبت 24-11-1432ه، نعى إليهم جميعاً وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد الأمين ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، الذي انتقل إلى رحمة الله فجر يوم السبت 24-11-1432ه في أحد مستشفيات نيويورك بالولايات المتحدةالأمريكية، بعد معاناة مع المرض (رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته وجزاه الله عن الوطن وأبنائه المواطنين والإسلام خير الجزاء). وسمو الأمير سلطان غني عن التعريف حيث تقلّد عدة مناصب بالدولة منذ نعومة أظفاره، وتخرّج من مدرسة والده المؤسس لهذا الكيان الملك عبد العزيز - طيّب الله ثراه - ولذلك حظي بمكانة تليق به كأحد القيادات في منظومة أبناء الملك عبد العزيز - رحم الله الأموات - وحفظ الأحياء ووفقهم لكل نجاح وفلاح. وكان الساعد الأيمن لخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - حيث أصدر أمره الكريم بتوليه ولاية العهد عندما بُويع - حفظه الله - ملكاً للبلاد بعد وفاة أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد - غفر الله له -، إلى جانب كونه وزيراً للدفاع والطيران ومفتشاً عاماً لأفرع القوات المسلحة الباسلة. وقد تولى وزارة الدفاع والطيران قرابة خمسة عقود عمل خلالها على تحديث كل ما يتعلق بالقوات المسلحة السعودية وتم إنفاق مليارات الريالات على ذلك، حتى أصبحت قوة قائمة بما أوكل إليها من حماية الوطن والذود عن حياضه. وكان - رحمه الله - حريصاً كل الحرص على تطوير تلك القوات وتحديث معدّاتها وفق أحدث ما يستجد في عالم متجدّد متسارع الخطى، فأثبت رجال القوات المسلحة على اختلاف مستوياتهم وقطاعاتهم العسكرية، أنهم بحول الله جاهزون وعلى أتم الاستعداد لصد كل معتد. والأحداث التي مرت بالوطن في سنوات مضت تثبت ذلك. وكان يحرص - رحمه الله - على تفقد القوات المسلحة من خلال الزيارات المتتابعة التي يقوم بها كل عام، حيث تتواجد في شمال المملكة أو جنوبها أو شرقها أو غربها، ويشد من عضده ويسانده في ذلك سمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز - حفظه الله -. وسمو الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - يعتبر من القيادات المهمة في الساحة، حيث يحمل همّ عدة ملفات في الداخل والخارج. لذا فهو من الرجال الذين يُشار لهم بالبنان وممن يُحسبون على القادة السياسيين في عالمنا الحاضر. إضافة إلى ما كان يهتم به - رحمه الله - من جوانب إنسانية تنم عن تأصيل الخير وحبه في نفسه الكريمة الرحيمة، وتلك سمة لولاة أمرنا - حفظهم الله - كيف لا وهو الابن الخامس عشرة لمؤسس الكيان الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - غفر الله له وأسكنه فسيح جناته -، حيث كان يهتم بالجوانب الإنسانية ويتفقد شؤون شعبه رغم قلة الإمكانات التي كانت آنذاك. فلا غرابة أن يكون أبناء عبد العزيز على ذلك النهج. وسلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - واحد منهم تتلمذ وتخرّج من تلك المدرسة العامرة التي وضع معالمها وأسّس نظامها الملك عبد العزيز - طيّب الله ثراه -. وسلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - ذو الابتسامة المشرقة التي لا تفارق محياه والتي تميّز بها، فصارت سمة له بها كسب حُب الآخرين، وتقديرهم، وهي تؤذن بأنه أصبح سلطان الخير والعطاء، تلك الابتسامة والبشاشة التي تعلو وجهه المشرق، فكل محتاج كان يصل إليه، وكل ذو عوز وفاقة يتقدم إليه طالبا منه قضاء حاجته وفك فاقته وضيقته، هكذا عرفه أبناء الوطن صغيرهم وكبيرهم، ذكرهم وأنثاهم. سلطان الخير - رحمه الله - تعدّى عطاؤه وبذله خارج حدود الوطن في كثير من المحافل كان يبذل ويُعطي بسخاء والشواهد على ذلك كثيرة وواضحة للجميع فجعل الله ما قدم في ميزان حسناته. سلطان الخير والعطاء والبذل بهذا عُرف وعُرف عنه ذلك فيده سخاء بالخير والبذل لذا كان الخير والعطاء سمة ملازمة له. سلطان الإنسان - رحمه الله - يفقده الوطن بكله قائداً وحكومة وشعباً، لأنه رجل ولكن ليس كالرجال لذا فقده جلل ومصابه أليم، ولكن عزاؤنا أن يجعل الجنة سكناً له ويرحمه الرب جل وعلا رحمة واسعة ويجعل ما أصابه كفارة وطهور. عزاؤنا أنه انتقل إلى - رحمة الله - والجميع محب له والجميع يدعو له، بالمغفرة والرحمة، وكما جاء عن رسولنا صلى الله عليه وسلم عندما قال: (أنتم شهود الله في الأرض) فثناء الجميع على سلطان الخير سلطان الإنسان يؤكد حب الجميع له، وثناؤهم عليه جميعاً يقرر حب الله له والله إذا أحب عبداً من عباده أنزل حبه في قلوب عباده، فليبشر صاحب الابتسامة المشرقة والوجه المشرق بما نال فنام قرير العين. ويمتد العزاء بوجود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أدام الله عليه لباس الصحة والعافية، وأن يكلأه الرب جل وعلا بعنايته ورعايته إنه سميع مجيب الدعاء. وعزاؤنا موصول لأصحاب السمو الملكي من أبناء المؤسس بارك الله فيهم وأمدهم بعونه وتوفيقه والأسرة المالكة جميعاً. الكل يعزّي في سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - كيف لا وهو ولي عهد الوطن وسند قوي أمين لأبي متعب يحفظه الله ولكنها إرادة الله وقضاء الله ولا راد لقضائه ومشيئته. وهكذا سنّة الله في مخلوقاته ولن تجد لسنّة الله تبديلاً، ولن تجد لسنّة الله تحويلاً. اللهم يا واحد أحد يا فرد صمد يا من لم تلد ولم تولد، اغفر لعبدك سلطان بن عبد العزيز، وتجاوز عنه، واجزه عن الإسلام والمسلمين والوطن وأبناء الوطن خير الجزاء، واجعل ما قدم في سبيلك ربي في ميزان حسناته. اللهم ألهم خادم الحرمين الصبر والسلوان، وكذلك الأسرة المالكة وأبناء المملكة العربية السعودية، وكل محبيه خارج الوطن أينما كانوا، ألهم الجميع الصبر والسلوان.. واسكنه ربنا في الفردوس الأعلى.. اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين. محافظة الرس*