إنّ مما يزيد الإنسان سعادة وسروراً أن يكون له إمامٌ صالح، ووليُّ أمرٍ ناصح، وقائد ناجح، يقوم بعون الله مسدّداً وموفقاً بسياسة الدنيا بالدين، ويراقب -بإذن الله- ربَّه في شعبه، الذين يعدّهم إخوةً وأبناء له، ويرونه أباً عطوفاً ووالداً رحيماً. وهذه النعمة الكبرى هي التي نعيشها في المملكة العربية السعودية، فقد منّ الله علينا بمليك كريم، أصلح الله به العباد والبلاد، وحفظ به الأمن، وأتمّ به النعمة، إنه الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود يحفظه الله. هذا المليك الذي أجمع شعبه على حبِّه، يُفرحهم ما يُفرحه، ويخافون مما يسوؤه، وها نحن نفرح جميعاً بنجاح العملية الجراحية التي أجريت لمليكنا المفدّى، بعد أن شعرنا بالقلق على صحته يحفظه الله، ونسأل الله جلت قدرته أن يتمم عليه العافية بالشفاء العاجل، إنه سميع قريب مجيب الدعاء. وبهذه المناسبة أتقدم باسمي وباسم منسوبي الجامعة الإسلامية كافّة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بصادق التهاني والتبريكات بنجاح هذه العملية، كما نهنئ صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وشعب المملكة على هذه النعمة الكبرى، أدام الله على الوطن أفراحه وحفظ عليه أمنه في ظل قيادته الرشيدة. وإذا نظرنا لما شهده العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين من تطوّر ونموّ في شتى المجالات وما قدّمه حفظه الله من أيادٍ بيضاء وخدمات جلية لدينه ووطنه وأمّته، نجد صدق المحبة المتبادلة بين الشعب ومليكه، وصدق المشاعر النبيلة التي يحملها العالم أجمع لهذا الملك المعطاء. ولعلّ ما تحظى به الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة من دعم غير محدود من مقام خادم الحرمين الشريفين يؤكد حرصه على أمّته باعتبار هذه الجامعة عالمية الرسالة والأهداف، إذ تسعى منذ تأسيسها لتعليم أبناء المسلمين في شتى أنحاء المعمورة، ونشر العقيدة الإسلامية الصحيحة، حتى تخرّج فيها منذ إنشائها وحتى اليوم أكثر من 40 ألف طالب يمثلون أكثر من مائتي جنسية وإقليم حول العالم. ومن شواهد دعم خادم الحرمين الشريفين للجامعة موافقته الكريمة على إنشاء العديد من الكليات والأقسام العلمية ومنها كلية الهندسة، والعلوم، والحاسب الآلي، والطب، والصيدلة، إضافة إلى إنشاء معهد البحوث والدراسات الاستشارية، وعمادات الخريجين، والتعليم عن بعد، وتقنية المعلومات، والجودة والاعتماد الأكاديمي، والتطوير الأكاديمي والإداري، وأقسام الأنظمة والاقتصاد الإسلامي والإعلام. إضافة إلى الكثير من المشروعات المختلفة التي نفّذت وما زال بعضها تحت التنفيذ. وفي الختام ندعو الله سبحانه وتعالى أن يُلبس خادم الحرمين الشريفين الصحة والعافية وأن يُجزل له الأجر والثواب على جهوده في خدمة دينه ووطنه وأمّته، وأن يُديم على بلادنا نعمة الإسلام والأمن والأمان في ظل قيادته الحكيمة وحكومته الرشيدة. مدير الجامعة الإسلامية