تحتل مشكلة المخدرات الصدارة في سلم أولويات دول العالم التي تسعى لمكافحتها والحد من انتشارها لما لها من آثار سلبية على الفرد والمجتمع في مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وتعد المملكة من أكثر دول العالم إصراراً على محاربتها من خلال إصدار الأنظمة واللوائح التي تحد من انتشار المخدرات والتوعية بأضرارها وأخطارها لأنها كما قال صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بأن المخدرات أشد خطراً من الإرهاب والعدوان الخارجي، ومن الأسباب التي تساعد على انتشار آفة المخدرات وتعاطيها ما يلي: 1 - ضعف الوازع الديني وانعدام التوجيه. 2 - البيئة السيئة والرغبة في تقليد الآخرين. 3 - المشكلات الأسرية وغفلة الوالدين عن الأبناء والبنات. 4 - التقليد الأعمى للآخرين. 5 - الفراغ وتفشي البطالة بين فئات الشباب. 6 - الانهيار الأسري نتيجة الطلاق والخلافات الشديدة. 7 - تدخين السجائر لصغار السن حيث تعتبر أول درجات السلم للمخدرات. وتعتبر مشكلة المخدرات وإدمانها من المشكلات التي كان للعلم والهيئات العلمية نصيب بارز في التعامل معها من النواحي كافة ولذلك انشئت عدد من كراسي البحث في مجال مكافحة المخدرات بالجامعات وأقيمت العديد من المؤتمرات واللقاءات العلمية والثقافية ومن هذه المؤتمرات التي عقدت مؤخراً مؤتمر نحو إستراتيجية فعالة للتوعية بأخطار المخدرات وأضرارها الذي عقد بجامعة الملك عبد العزيز خلال الفترة 26 - 2-1432ه وقد نوقش في هذا المؤتمر العديد من البحوث وأوراق العمل في مجال مكافحة المخدرات والتوعية بأضرارها والوقاية منها. وتعتبر تجربة جمعية بشائر الخير بالكويت في الوقاية من المخدرات وعلاج المدمنين من التجارب الرائدة التي طرحت في هذا المؤتمر والتي تستحق الوقوف عليها والاستفادة منها حيث إنها تعتمد على المنهج الإيماني في العلاج وفيما يلي ملخص لهذه التجربة الرائدة: أولاً: أسس برنامج العلاج الإيماني: 1 - التعاون مع الجميع. 2 - نزول للميدان وعدم الاكتفاء بالتنظير. 3 - التعامل الإنساني مع المدمن. 4 - العمل على تقوية الجانب الإيماني. 5 - تقوية الثقة بالنفس. 6 - بث روح الأمل. 7 - إيجاد البيئة البديلة. 8 - حل المشاكل. 9 - ملء وقت الفراغ. 10 - إشباع حاجة التقدير. ثانياً: خطوات برنامج العلاج الإيماني: 1 - العلاج الطبي والنفسي. 2 - تقوية الجوانب الإيمانية. 3 - ترك رفقاء السوء. 4 - شغل الفراغ. 5 - مصاحبة الأخيار. 6 - مراجعة الطبيب. 7 - القيام بالفرائض الدينية. 8 - التفكر (الخسائر - الموت - السعادة - الآخرة). 9 - الابتعاد عن بيئة الإدمان. 10 - التحذير من المخدر. ثالثاً: وسائل تطبيق برنامج العلاج الإيماني: تنقسم وسائل البرنامج الإيماني في علاج المدمنين إلى ثلاثة أقسام: 1 - وسائل موجهة للمدمنين. 2 - وسائل موجهة إلى أسرة المدمن. 3 - وسائل موجهة إلى شرائح المجتمع التي لم تقع في دائرة المخدرات. 1 - الوسائل الموجهة للمدمنين: أ- تنظيم محاضرات وندوات ورشة عمل ودورات توعية عن طرق تقوية الإيمان وتغيير السلوك الانحرافي. ب - دورات توعوية في المهارات الحياتية وأخرى في تعلم بعض الهوايات والحرف. ت - عمل يوم مفتوح للمسابقات الثقافية والألعاب الترفيهية. ث - تنظيم رحلات الحج والعمرة ورحلات ترفيهية. ج - الاستفادة من شهر رمضان في اعطاء كم تربوي إيماني مكثف. ح - عمل زيارات خاصة للمدمنين لمستشفى الأمل. خ - توزيع أشرطة ثقافية ودينية لتدعيم الجانب الديني والثقافي. د - المساعدة في سد بعض الديون المتراكمة على بعض المدمنين. ذ- حل المشكلات الأسرية والنفسية والطبية. 2 - الوسائل الموجهة لأسرة المدمن: أ- دورات توعية لفن التعامل مع المدمن. ب - الدعم المالي وتوفير الحاجات الأساسية للأسر المحتاجة. ت - عمل رحلات جماعية. 3 - الوسائل الموجهة للمجتمع: أ- توعية المجتمع بأضرار المخدرات والوقاية منها وطرق التعامل مع المدمنين. ب - محاضرات على مدار السنة في جميع المدارس. ت - إقامة معارض متنقلة تعرض فيها صور ضحايا المخدرات وطرق التهريب وأنواع المخدرات وأبرز الأنشطة المبذولة في هذا المجال. ث - توزيع أشرطة لزيادة التوعية بخطورة المخدرات. ج - عمل برامج إذاعية وتلفزيونية. ح - عمل بولسترات ولوحات إعلانية ورسائل تلفزيونية سريعة للتوعية بأضرار المخدرات. خ - عمل دراسات عن قضية المخدرات لقياس حجم المشكلة. هذه التجربة أحببت اطلاع القراء الكرام عليها للاستفادة منها وخاصة من وقع في شرك المخدرات لأنها حصلت على نتائج عالمية في علاج المدمنين وإقلاعهم عن تناول جميع أنواع المخدرات ووصلت نسبة نجاح هذه التجربة إلى 95% وفي الختام أدعو جميع المؤسسات الخيرية العاملة في هذا المجال ومستشفيات الأمل إلى تبني هذا البرنامج وفتح أبواب الأمل لهذه الفئة من شبابنا ليعودوا أعضاء صالحين في مجتمعهم. والله من وراء القصد.. وزارة التعليم العالي - عضو اللجنة الدائمة لمكافحة المخدرات بالوزارة