قبل أيام على متن الطائرة القادمة من جدة إلى الرياض جمعتني الصدف بأحد الأكاديميين والإعلاميين البارزين الذين أثق بمهنيتهم العالية وحسهم الصحفي الدقيق وتجربتهم المتبلورة تماماً، وقد أبدى استياءه من المستوى المتدني للحوارات مع بعض الشعراء والشاعرات في الساحة الشعبية وقال: صدمت بتدني المخزون اللغوي لبعضهم وبعضهن رغم الحضور الفضفاض لهم ولهن هنا وهناك بعيداً عن شاعريتهم وشاعريتهن من منظور نقدي. وأضاف: أما بالنسبة لبعض من يقدمونهم ويقدمونهن في الإعلام كشعراء وشاعرات تبعاً لتفرع الأدوار فإن الخلل يكمن في عدم تخصصهم الأكاديمي من جهة في مجالهم وكذلك غياب الموهبة تماماً التي تدل مؤشراتها على براعة الموهوب. وأضاف كمتخصص: إذا كان تعريف الحوار في الاصطلاح هو: مباراة عقلية رفيعة الشأن والمستوى تمثل اتصالاً بين عقلين يفكران بصوت مسموع بهدف تبادل الإقناع والاقتناع، فإن للحوار (أصوله) العلمية: كمرحلة الرأي، ومرحلة التحليل، ومرحلة التركيب، وكذلك للحوار (أهميته) الاجتماعية واللغوية وكذلك (أسس) الحوار الفعّال كالوضوح، والتخلي عن النرجسية، توافر العقلية الناضجة، التفاعل الاجتماعي المرن، والاستئناس بذوي الخبرة، والتساؤل، والجدل المحمود، والإصغاء الفعّال، وأضاف بأن للحوار (أنواعه) أولاً: من حيث الشكل: الحوار الهادئ والحوار المتشنج، الحوار المفتوح والحوار المغلق، الحوار المنفتح، الحوار المتزمت.. ثانياً: من حيث المضمون: حوار الحقيقة وحوار المنافع الشخصية، الحوار المنتج والحوار العقيم، حوار الاستزاده من المعلومات والثقافة، وحوار المهاترة والادعاء. وحول (مفهوم) الحوار وأهميته وضّح بأنه يمثل جانباً أساسياً من العمل الإعلامي فهو قاسم مشترك في جميع وسائل الإعلام ومجالاته حيث يعد صلب التعبير اللغوي في الإذاعة والتلفزيون والصحافة، وأضاف أن (عناصر) الحوار الإعلامي هي: المحَاور، والمحاور، الجمهور المتلقي للحوار. أما (أنواع) الحوار الإعلامي فهي: حوار المعلومات، حوار الرأي، حوار الشخصية. وعن سمات المحاور الإعلامي الناجح -قسّمها- إلى (السمات الشخصية) وتشمل: الموضوعية، الصدق، الوضوح، الدقة، الحماس، القدرة على التذكّر، الإتزان الانفعالي، المظهر، القدرة على التعبير الحركي، السمات الصوتية، السمات الإقناعية. وأخيراً تحدث عن (مهارات) الحوار الإعلامي: مرحلة إعداد الحوار، مرحلة تنفيذ الحوار، مرحلة إنهاء الحوار، مرحلة الإقناع في موقف الحوار. (ولشفافية مدارات) ننقل ما دار بحيادية ونرحب بتفاعل الجميع. وقفة للشاعر الكبير أحمد الناصر الشايع: يا متلف الروح سدّي باح من عشرتك ويش مصلوحي حبك ذبحني بغير سلاح قلبي من الغبن مجروحي لولا الحيا كان أصيح صياح أخاف تلحق على روحي تلّيتني تل دلو رماح يا كامل الزين مسموحي