تعد الخرج منذ القدم ملتقى سير القوافل من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب والعكس، وكان المسافر آنذاك يسير على جمله الهوينا، ويعرف طريقه بالاستدلال بالنجوم، كما كان حجاج شرق الجزيرة يعبرون الخرج بعد الراحة والتزود بالماء والطعام متجهين إلى مكةالمكرمة، ومن ثم العودة إليها. واليوم تعد محافظة الخرج من أكبر محافظات المملكة مساحة وسكاناً وتعتبر من المواقع الإستراتيجية الهامة على خارطة المملكة؛ فهي ملتقى طرق سريعة تربطها ببقية المناطق في المملكة بل والدول المجاورة. فيخترق محافظة الخرج الطريق السريع الذي يربط العاصمة الرياض بمنطقة عسير السياحية في جنوب المملكة، ومن ثم إلى اليمن، أيضاً هناك الطريق الذي يربط الخرج بالمنطقة الشرقية ودول مجلس التعاون الخليجي وهو الطريق الذي يربط الخرج بالمنطقة الشرقية ودول مجلس التعاون الخليجي وهو الطريق الذي يربط بين دول الخليج وبين العاصمة المقدسة ومنطقة عسير واليمن. وقد حظيت الخرج باهتمام من المؤسس الملك عبدالعزيز- طيب الله ثراه- بإنشاء المشاريع الزراعية وشق الطرق وتهيئة المخططات لسكنى المواطنين، كما يزخر الخرج بالآثار التاريخية الكثيرة ومنها قصر أبو جفان الواقع شرق مدينة السيح، وقد بني في عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله في عام 1366ه وقد كان الغرض من بنائه ليكون استراحة للقادمين من المنطقة الشرقية واستراحة لحجاج بيت الله، وهو لا يزال قائماً. ولقد قامت وزارة النقل مؤخراً بتوسعته وتهيئته ليكون طريقاً سريعاً ومزدوجاً. إن ما ذكرته سابقاً يؤكد أهمية الخرج للمسافرين في جميع الاتجاهات، وحيث إن المسافر اليوم وهو يقود سيارته عبر طرق محددة فإنه لابد له من مرشد يوجهه لوجهته بصورة سهلة وميسرة، وهذا ما تفتقده الخرج بجميع مدنها؛ إذ قد يأتي المسافر من إحدى دول الخليج يريد الحج أو يريد الذهاب إلى عسير للسياحة فإنه منذ قدومه من جهة الشرق وهو كثير الأسئلة ليعرف الاتجاه السليم لوجهته، فأين اللوحات الإرشادية التي تزين الشوارع وتوضح وجهات المناطق بكل يسر وسهولة؟ بالرغم من وجود بعض اللوحات التي وضعت بطريقة مكررة وعشوائية ولا تخدم ما يشير إليه المقال، كذلك عدم وجود نقاط أمنية توضح للقادمين خطورة بعض المواقع في الطريق حسب اكتظاظها وانعطافها. إنني أتطلع إلى قيام الجهات المختصة بوضع لوحات إرشادية ضخمة تركب في كل الاتجاهات ومداخل ومخارج الخرج وجميع مدنها ليسهل للمسافرين معرفة الخدمات بالخرج والاستفادة منها، ومن ثم مواصلة الطريق، وحبذا لو أضيف في تلك اللوحات المسافات المتبقية لمدن المقصد، وهنا أود أن أشيد بما قامت به محافظة حوطة بني تميم من تركيب لوحات ضخمة في جميع الشوارع فلا تحتاج إلى مرشد يدلك على وجهتك وقد زين مدخل المحافظة بلوحات الترحيب والحدائق الجميلة على جنبات الطريق وهنا اتساءل مرة أخرى: أين اللوحات التجميلية والترحيبية على مداخل مدينة السيح والدلم وغيرها من مدن الخرج؟. وأختم بالقول: إن محافظة الخرج حظيت باهتمام ودعم ولاة الأمر -حفظهم الله- فمنذ أن تقلد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز مهام محافظة الخرج والمحافظة تشهد تطوراً ملحوظاً في كافة المجالات بحرصه واهتمامه ورؤيته الشمولية للتنمية المستدامة. إنني أتطلع أن تولي الجهات المختصة هذا الأمر اهتمامها لجعل الخرج واحة غناء يفد إليها الجميع وهم في غاية السرور؛ لما سيجدونه من خدمات وطبيعة خلابة، وينعكس ذلك على النمو الاقتصادي وغيره. وأختم بالملاحظة التالية بأنني رأيت عند مدخل السيح لوحة صغيرة كتب عليها مكتبة الملك فهد وتشير للشرق ولعله يقصد بها مكتبة الخرج العامة، وهنا أقول: إن مكتبة الملك فهد الوطنية هي الوحيدة التي تحمل هذا الاسم ولا يمكن أن يزاحمها اسم آخر لتميزها وخصوصيتها. وزارة التربية والتعليم