يتميّز كتاب (الشعر الكهربائي بين الشيخ راشد بن خنين والدكتور غازي القصيبي وآخرين) والذي أعده وعلق عليه أ. خالد بن محمد بن عبدالله الخنين بأنه يضم بين دفتيه نوعاً جميلاً من الشعر.. ذلك هو الشعر الذي يتناول قضايا الحياة ويكون معبراً عن مشاعر الناس. يقول المؤلف: هذه مجموعة قصائد من المساجلات التي دارت بين معالي الوالد الشيخ راشد بن خنين ومعالي الدكتور غازي القصيبي -رحمه الله- والموسوعة بشعر الكهرباء.. والقصائد تتناول موضوع الكهرباء والمعاناة التي شغلت المواطن منذ عقود خلت قبل أن يتم وضع الخطط والبرامج التي حولت المعاناة إلى هناءة وحبور، حيث عم التيار الكهربائي في أنحاء المملكة. في 14-7-1398ه كتب معالي الشيخ راشد بن خنين الرئيس العام لتعليم البنات -آنذاك- إلى معالي وزير الكهرباء غازي القصيبي رحمه الله يقول: غزانا الصيف يا غازي فجودوا بتيار يكيف للمدارس بنات الناس في قلق ويغشى على بعض فرفقاً بالعرائس ولم يرد الدكتور غازي على طلب الشاعر.. وهو ما اضطره بعد عام أن يكتب هذه الرسالة: أخي/ معالي الدكتور غازي القصيبي.. وزير الصناعة والكهرباء المحترم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:فكنت قد أرسلت لكم في العام الماضي البيتين المكتوبين أعلاه، رجاء حث الجهة المعنية على إدخال الكهرباء إلى مدارس البنات التي لم يصل إليها، ولتأخر الإجابة وتأخر تحقيق المطلوب حتى الآن، زدت على البيتين الأبيات التالية، ورأيت إرسالها لمعاليكم، مع تقديري لجهودكم وللظروف الحاضرة: تمام الحول قارب لم تجيبوا ولم تُجْزُوا المماطل والمعاكس كلام الناس في هذا كثير وأنت الشهم تنفي للوساوس فمرهم عاجلاً يأتوا بسلك يبرد أو يبدد للحنادس وعهدي فيكم حزم وعزم ودور العلم أولى من منافس ونرجو الله إصلاحاً سريعاً لأجهزة الدوائر والمجالس وختم القول تذكير وشكر لغازي الشعر والرجل الممارس أخوكم/ راشد بن صالح بن خنين وردّ الدكتور غازي القصيبي بهذه الأبيات: إلى معالي الأخ/ الشيخ راشد بن خنين: رعاك الله يا شيخ المدارس وصانك للصغيرات العرائس وأما بعد رقعتكم أتتني تعاتبني فهاجت بي الهواجس وملءُ عتابكم ودّ وحبّ يحيط به من الأشواق حارس ويدري الله كم يدمي فؤادي عذابُ صبيةٍ والحرُّ عابس وحر الصيف بالأبطال يودي فما بال الرقيقات الأوانس؟ وعذري -إن قبلت العذر- إني أمارس من بلائي ما أمارس توسعت الرياض نمت فصارت (كلندن) في تشعبها و(بارس) ففي حي (النسيم) شكت ألوف تنادي في الدجى والليل دامس وقال المؤلف تعليقاً على ذلك: ولعل الملاحظ في قصيدة الشيخ راشد وقصيدة القصيبي أنهما تنحيان باتجاه (التكامل) لا (التناقض)، وهو ما يدخلهما في معنى (المساجلة) من ناحية كونها (ردّاً) أيّ (جواباً)، لا (حرباً).