بقلم الراوي/ ناصر عبدالله المسيميري قال الله تعالى: {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ }.. ويقال وبالشكر تدوم النعم.. إن المتأمل لما نتقلب فيه من نعم لا تُعد ولا تحصى؛ في وقتنا الحاضر من مراكب ومساكن وفرش وأثاث.. ونعم كثيرة ليعجب أشد العجب عندما نقول له بأنه في الزمن الماضي القريب أي قبل ثمانين عاماً تقريباً. أقول ليعجب إذا علم بأنه يوجد بعض المساكن أو البيوت والتي لا يوجد فيها إناء واحد يقدم فيه الطعام وهذا ما حصل في هذه القصة. يقال إن محمد بن سعيدان ابن (مطوع نفي) كان فلاحاً في مزرعةٍ صغيرة هو وشريك له، وقد حصل بين محمد وزوجته خلاف مما جعلها تذهب إلى أهلها في مكان آخر. وقد أخذت ما يخصها من الأواني (قدر وصحن).. وبقي محمد بن سعيدان في المزرعة لا يوجد عنده إلا ما يخصه من أوانٍ، وهي ما يعمل بها القهوة. ومن الصدف أنه مر به الشاعر سليمان بن ناصر بن شريم. فرحب به ابن سعيدان وعمل له القهوة. وعمد إلى نخلةٍ وأخذ منها ما يقارب عشر رطب. فبحث عن إناء يقدم به الرطب ولكنه لم يجد. فعمد إلى شنةٍ معلقةٍ في نخلة وقد أحرقتها الشمس. أقول عمد إليها وأخذ جزءاً منها ووضع فيه التمر وقدمه إلى سليمان بن شريم. ثم صب له القهوه قائلاً: (اقدع) فأخذ ابن شريم ينظر إلى هذه الحركة ويتأمل وكأنه يقول لماذا قدم التمر على هذا الشن.! انتبه إليه ابن سعيدان ثم قال: ياسليمان استر على ما رأيت. ثم أخبره وأقسم له أنه لا يوجد في منزلنا إناء نقدم فيه لك التمر.. مخبره بغضب زوجته وانتقالها إلى أهلها. وأردف قائلاً -ابن سعيدان-: أرجوك ثم أرجوك، يعني لا تقول شيئاً بهذه المناسبة. عندها أقسم ابن شريم أن لا يقول بيتاً واحداً.. لكنه تكدر من هذا الوضع مما جعله يخبر سعيدان بما شاهد. وأنه مر بابنه وشاهد ما شاهد. عندها قال سعيدان: يذكر لنا ولد الخطيب وخشيره انه على شنن يقلط هجوره لو كان ما فيها عليهم معيره لاشك ياشين الزمان ودبوره غرس فرق بين العشير وعشيره ينعاف لو تمره يملي الحجوره فلما سمعها ابن سعيدان ترك الغرس وذهب إلى زوجته وأصلحها.. فمن يصدق بهذه القصة لو لم يكن شاهدها. أقول يجب علينا أن نحمد الله على ما نحن فيه من نعم لا تعد ولا تحصى. وإلى لقاء قادم -إن شاء الله- والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.