فاصلة: العزّ في العزلة لكنه لابد للناس من الناس - بيت شعر عربي - من المتع الحقيقة في التعامل مع الناس أن تقرأهم بوضوح، وأن تعاملهم وفق قراءتك لهم وليس وفق ما يسلكون من سلوكيات، وهذا لا يحدث إذا حاولت التركيز على سلوكهم وردود أفعالهم وتفهمت خلفيات ذلك. لديك أصدقاء كثيرون لكنك في كل مشكلة تختار من بينهم واحد فقط لماذا؟ لأنه الوحيد الذي سيسمعك ما تريد، أنت تعرف رأيه جيدا ولذلك تطلب منه المشورة، قلة من لديه الوعي ليستمع إلى شخص لا يتفق مع رأيه ويأخذ منه المشورة. ولأنك تفهم أصدقاءك فعليك ألا تغضب من ردود أفعالهم لأن الناس أجناس والدروس لا نتعلمها مجاناً بل ندفع ثمنها وقتا وجهدا عاطفيا. البعض لا يتعلم أبدا من تجاربه تجده يعيد نفس الفعل متوقعا أن تتغير ردود هذا الفعل، وتجده يدور حول المشكلة ويشتكي كثيرا ولا ينتقل إلى التفكير في الحل. الناس معك في الرخاء وفي الفرح أما في الأزمات فلن يبقى الكثير منهم معك، وهذا ليس مدعاة للشكوى لأن هذه هي طبيعة الناس في الحياة. الذين يعرفونك في الأزمات ويظلّون إلى جانبك هم الذين بالفعل يعرفون ويقدّرون المفهوم الحقيقي للصداقة. مشكلتنا الحقيقية أننا نلهث خلف كل شيء ولا يوجد لدينا وقت للتأمل في أنفسنا ومن حولنا والحياة ولذلك نرتكب نفس الأخطاء التي ترهقنا ونردد نفس العبارات التي تجرنا إلى الخلف فلا نتقدم أبدا. وتتكرر نفس المشكلات في حياتنا ونكرر نفس الحلول الفاشلة ونرمي بالمسؤولية على أي شيء إلا نحن. الوقت المتسارع والانشغال بالحياة الاجتماعية أو الأسرة أو العمل لم يترك لنا مجالا للتفكير في أنفسنا بتركيز. فقط بعض القول لتسأل نفسك ماذا تريد في هذه الحياة، ومن مِن حولك هم الذين يستحقون رفقتك لتستطيع أن تنعم بالسلام الداخلي.