الجزيرة كلمة ذات مدلولات كبيرة، تعني الأصالة والعراقة، وسباقات الخيل رياضة أصيلة تعني النُّبل وأصالة التاريخ، والمرء لا يحتاج إلى الاستغراق في التفكير لمعرفة سر الارتباط بين الجزيرة كجريدة والفروسية كرياضة، فكلاهما يقوم على قاعدة تاريخية رصينة من الأصالة وتقدير الماضي وبذل العطاء، والجزيرة كمؤسسة إعلامية رائدة حينما تصدّت لقيادة الصحف المحلية في تميّزها طوال السنوات الماضية، من خلال إفرادها المساحات لتغطية مناشط سباقات السرعة بمنهجية التخصص عبر صفحاتها الفروسية، نالت أغلى الأوسمة وشهادات التقدير، والتي يأتي في طليعتها درع التميُّز الذي شرّفها به ملك الفروسية ومؤسِّس رياضة الفروسية، وفضلاً عن فوزها في آخر استفتاء صحفي قامت به جريدة الوطن، فها هي تتشرف برعاية افتتاحية الموسم وللمرة الثانية، رعاية في مضمار الرؤية التي تشير إلى دورها المطلوب لإضاءة ودعم رياضة الفروسية، بتفاعلها الوطني وطرحها ومبادرتها القائمة على تأصيل رياضة الفروسية وكرياضة تراثية، وبقالب عصري، ومجدّدة دورها المميّز تجاه هذه الرياضة، بعليائها وهممها وارتفاع مكانة الخيل في إرث هذه الدولة، ومجسّدة الأمجاد التي يستحقها هذا الجواد، عربياً كان أم مهجّناً، لأنه الأصل في الحالتين، فقد خرج من جزيرة العرب وليس هناك أبلغ من تخليد هذا التاريخ وحقيقته الدامغة، الاكتشاف الأثري الذي عُثر عليه مؤخراً والذي سعد به خادم الحرمين الشريفين والذي يؤكد تربية الخيل في الجزيرة العربية قبل 9000 سنة. المشهد الصباحي اليوم في ميدان الملك عبد العزيز بالجنادرية هادئ، كهدوء نسمات الرياض الجميلة والمنعشة، إلاّ من وقع حوافر الخيل في تباشير فجر الخميس، وهي تنطلق بحوافرها في تدريباتها النهائية، ومعها تخفق قلوب أصحابها وملاّكها، وهول الإثارة التي تمتلكهم، والأحلام التي تستفز هممهم، بما تخبئه الساعات القلائل المتبقية على أمسية الجزيرة وجوائزها الفاخرة لأبطالها ونجومها. كرنفال الجزيرة وفي نسختها الثانية الليلة، ستكون في ثوب جديد أكثر توسعاً وارتباطاً وقرباً من تجسيد الأهداف السامية للكرنفال، والذي شاء له المنظّمون بنادي الفروسية استهلال موسمهم الجديد، عبر بوابته واسمه الأكثر جذباً وعراقة وتحت مسمّاه الثابت (الثقة هي عنوان النجاح). أخيراً صور المنافسة في سباقات الجزيرة عبر أمسيتها الخميسية والافتتاحية، مرشحة لأن تكون مختلفة عن معالم المنافسة في النسخة الأولى، وذلك بقدوم أسماء جديدة وأخرى لها صولاتها بالمضامير السباقية، وهي دعوة مفتوحة للحضور ومشاهدة أمسية فروسية بعبق الجزيرة ونبلها الفادح. ملتقى النبلاء ..هي الأمسية الأرقى .. وهو الملتقى الأوفى ذلكم هو الملتقى الإعلامي الفروسي الأول والذي شهدته أروقة نادي الفروسية مساء الاثنين الماضي .. وكان بمثابة خطوة ومبادرة مثالية تحسب للصديق والرفيق أبي معتز جابر القرني، والذي أرى أنه فاتحة خير لملتقيات أخرى قادمة. فبعد أن خفت ضوء منارة الإعلام الفروسي، جاء جابر الوقفات ليشعل ذلك الحراك الفروسي، عبر منابره المختلفة وقبل موسم فروسي ساخن يتوقع له الإثارة والجسارة، لقد اختزل أبو معتز ذلك الغياب الذي طال تواجد إعلاميي الفروسية منذ انتقال السباقات لميدان المؤسِّس بالجنادرية، وليبقى أبو معتز الرقم الصعب الذي لم يختلف عليه أحد مثلما أشار زميلي الجنتلمان عبد العزيز المتعب، متمنياً أن يكون لدينا أكثر من إمضاء ونقاء ووفاء وإيثار الأستاذ والإعلامي جابر بن علي القرني. المسار الأخير: الطيب موقف والرجولة دلايل والمجد موروث الرجال المناعير ما تلحق الخيل الكديش الأصايل ولا يسمون الردي سالم الزير