امتاز الدين الإسلامي الحنيف بالجانب التوجيهي وبالوصايا خاصة لإداركه بأهمية الوصية وأثرها في التربية والسلوك. وكتاب (من وصايا الرسول للرجال) الذي أعده الأستاذ محمد خليل عيتاني وصدر عن دار المعرفة في بيروت جمع عدداً من الأحاديث النبوية الشريفة التي يجب على الإنسان المسلم أن يكون عالماً بها وأن يجعلها نبراساً يهتدي به. وورد في الكتاب حديث (قل آمنت بالله ثم استقم): «عن سفيان بن عبدالله الثقفي قال: قلت: يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك قال: قل آمنت بالله ثم استقم». وقال المؤلف: هذه الوصية الطيبة من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم وصية جامعة تعد من بديع جوامع الكلم التي جاءنا بها الرسول صلى الله عليه وسلم وهي تجمع بين الإيمان والاستقامة. كما أورد المؤلف حديثاً عن الصدق: عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وأن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا». وأورد المؤلف حديثاً يحمل وصية نبوية شريفة عظيمة القدر كثيرة الفوائد جامعة للخير. «عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل». وعلق المؤلف بقوله: هذه الدنيا فانية مهما طال عمر الإنسان فيها والمؤمن العاقل هو الذي لا يغتر بهذه الدنيا فلا يسكن إليها ويطمئن بها بل عليه أن يجعلها مزرعة يزرع فيها العمل الصالح ليجني ما زرع في الآخرة.