يوافق الثالث والعشرون من سبتمبر من كل عام الذكرى الخالدة من العام 1352ه عندما وحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- هذا الكيان العظيم المملكة العربية السعودية على أساس متين من الشريعة الإسلامية وتحت شعار لا إله إلا الله محمد رسول الله، حيث نشأ عن ذلك وحدة وطنية متكاملة شملت كافة أرجاء وطننا الغالي أدت بدورها إلى بدء مرحلة جديدة في حياة أبناء هذه المنطقة قادها الملك عبدالعزيز ثم أبناؤه من بعده شهدت البلاد خلالها قفزات تنموية هائلة في كافة المجالات أثمرت عن نهضة عملاقة جعلت المملكة العربية السعودية وفي زمن قياسي في مصاف الدول المتقدمة . وفي عهدنا الحاضر، العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود توالت المنجزات التنموية العملاقة في كافة المجالات التعليمية والصحية والخدمية والاجتماعية والاقتصادية والتي تستهدف جميعها مصلحة المواطن ونهضة الوطن إضافة إلى تركيزها على دور مواطن هذا البلد في عملية التنمية والحاجة إلى تأهيله وتدريبه في كافة العلوم والتقنيات والاستفادة من التطور العلمي والتقني في كافة أرجاء دول العالم وهو ما تجلى بوضوح بالتوسع الكبير في اهتمام الدولة بقطاع التعليم بكافة مراحله ، في التعليم العام وما يشهده من اهتمام وتطوير في ظل مشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم، وكذلك في التعليم العالي وما يشهده من قفزات هائلة واهتمام كبير في تطويره كماً وكيفاً حيث يأتي في مقدمة هذا الاهتمام التوسع في إنشاء الجامعات في كافة مناطق ومحافظات المملكة الذي أصبح سمة ورمزاً لهذا العهد الزاهرحيث تجاوز عدد الجامعات الحكومية والأهلية أكثر من ثلاثين جامعة توفر التعليم المتميز لأبناء وبنات هذا الوطن وتساهم في تأهيلهم في المشاركة في الحركة التنموية الهائلة في وطننا الغالي المملكة العربية السعودية إضافة إلى إتاحة الفرصة لأبناء وبنات الوطن للابتعاث إلى أرقى الجامعات العالمية ليعودوا بعد ذلك بسلاح العلم والتأهيل العالي وليشاركوا في خدمة وطنهم ومواطنيهم في كافة المجالات التنموية. إن هذا الاهتمام والعناية من ولاة أمرنا حفظهم الله بالتعليم العالي يتطلب من أبناء هذا الوطن تحمل مسؤوليتهم والجد والاجتهاد في بذل كافة السبل للتزود بالعلم حيث أصبح ذلك الركيزة الأساسية لتطور الأمم والشعوب في عصرنا الحاضر والمحرك الأهم لعجلة الاقتصاد والتنمية في كافة بلدان العالم. إن توحيد هذه البلاد على يد قائدها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وما تحقق بعد ذلك من إنجازات تنموية حضارية هائلة لهو تجربة فريدة ونموذج من أنجح النماذج على المستوى الدولي وهو ما يستدعي بذل الجهود لإيضاحه وإبرازه للأجيال الحالية من أبناء الوطن كما ينبغي الاهتمام بغرس معاني الوفاء والاهتمام والاعتزاز في نفوس النشء لهذا الكيان الكبير -المملكة العربية السعودية- أدام الله على وطننا معاني العزة وحفظه من كل مكروه. د. حمد بن زيد الخثلان - وكيل الجامعة للتبادل المعرفي ونقل التقنية