يشرفنا في (مدارات شعبية) بمناسبة الذكرى الحادية والثمانين لليوم الوطني أن نرفع أسمى آيات التهاني والتبريك لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز - حفظهم الله - وإلى الشعب السعودي الكريم ونتضرع إلى الله جلت قدرته أن يتغمد مؤسس الوطن وموحده -طيب الله ثراه- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بواسع رحمته ومغفرته ويجزيه عن شعبه من كل جيل خير الجزاء، ولا يخفى على كل منصف ما كان هذا الوطن عليه قبل توحيد أرضه وأبنائه من فرقة وتناحر وجهل وفقر مدقع حتى قيّض الله له من جمع شمل البلاد والعباد تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله وتوثيق ذلك في نهج الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه قوله: (دستوري وقانوني ونظامي وشعاري دين محمد صلى الله عليه وسلم فإما حياة سعيدة على ذلك وإما موتة سعيدة)، والشعر الشعبي موثق رسمي وأدبي لكل تاريخ الوطن المشرف منذ عهد الملك المؤسس ثم عهد أبنائه الملوك من بعده سعود وفيصل وخالد وفهد ثم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله. ونسلط الضوء هنا على بعض قصائد الحربيات (أهازيج الحرب أو شعر العرضة) التي زامنت مراحل عهد توحيد الوطن على يد المؤسس -طيب الله ثراه- ثم نشير لبعض قصائد بعض كبار الشعراء الشعبيين في الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه. قال الشاعر محمد العبدالله العوني رحمه الله: مني عليكم ياهل العوجا سلام واختص ابوتركي عَمَا عين الحريب يا شيخ باح الصبر من طول المقام يا حامي الوندات يا ريف الغريب اضرب على الكايد ولا تسمع كلام العز بالقلطات والرأي الصِّليب ويقول الشاعر فهيد بن دحيم رحمه الله: نجد شامت لابو تركي وأخذها شيخنا واخمرت عشاقها عقب لطم خشومها ويقول في قصيدة أخرى: نمشي برأي الله ثم برأي أبو الجميع عبدالعزيز اللي ملك نجد وحمى جالها وقال الشاعر عبدالرحمن بن سعد بن صفيان رحمه الله: عبدالعزيز اللي على العوجا ظهر بالدين والدنيا وذبح أشرارها اطلق هجار السيف لا تدري الخطر وبشيّة المولى تحكم أقطارها وقال الأمير خالد بن أحمد السديري رحمه الله: ذروة المجد في حجر اليمامه لابة عزّها من عصر وايل مركز الطيب هم ذروة سنامه فعلهم بين كل الناس طايل وقال الأمير محمد بن أحمد السديري رحمه الله: خمسين شغمومٍ وشايب لى ثار اخو نوره لقاها ساروا بعطبات الضرايب ونفوسهم لحقت هواها وقد كتب الأمير عبدالله الفيصل العبارة التالية كمقدمة لقصيدته المشهورة في جده المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وأوردها في ديوانه «مشاعري» (جالت في خاطري هذه القصيدة عندما زرت قبر المغفور له الملك عبدالعزيز في مقبرة العود بالرياض): سلام يا قبرٍ بنت فوقه الريح قبر العديم اللي كعم كل عايل حللت يا مضحك وجيه المفاليح ومبكي الضديد اللي من الزود عايل داويت بالحسنى جسومٍ مجاريح وبالجود صفّيت القلوب الغلايل وقال الأمير خالد الفيصل: لاح في نجد برّاق البشير يوم قيل إن أبو تركي مشَى إن شهر كل صقرٍ ما يطير وإن مشى كل ذيبٍ له عشا ويقول الأمير الشاعر د. سعود بن عبدالله: أول المجد ست حروف نور وبياض خطها سيف أخو نوره بدم الرجال صفحة المجد مكتوبٍ عليها الرياض تلبس الشمس حتى في عتيم الليال أشهد انها حضيضه وأشهد أنا حضاض يوم صار أبو تركي طيب الراس فال ديرةٍ طبع أهلها ياردون الحياض لا تعزووا لهم صوتٍ يهز الجبال ويقول الشاعر المعروف عمير بن زبن بن عمير: خاض المعارك صدق رجلي وخيّال عبدالعزيز الفيصلي العصامي ويقول الشاعر محمد بن سبيل: أقارن بين عصرٍ فات عصر أجدادنا واليوم وألاقي فرق شاسع واعتبرنا ناسٍ حضاضي زمانٍ فات سلب ونهب فيه القوم ضد القوم تعيش الناس عيشه فقر من فزعه لمركاضي ولكن بأمر ربٍ ساق من صوب البحور اغيوم بعث لبلادنا سيفٍ على روس العدى ماضي بعث عبدالعزيز ولا معه غير أربعين قروم فتح حصن الرياض وبشّر اللي قبل مغتاضي حكم بالعدل جازى كل ظالم وانصف المظلوم جعل شعبه بالأمن يعيش وبما صار له راضي