عدَّ صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز، أمير منطقه جازان، اليوم الوطني ترجمة للمواطنة المتجسدة في الإيمان بالقيمة الوطنية والممارسات اليومية، وأنها محطة نتوقف عندها كل عام؛ لنتذكر مرحلة التأسيس والبناء لهذا الكيان، ونستشعر التحول الكبير الذي شهدته بلادنا على يد المغفور له - بإذن الله - الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، الذي جمع الشتات، ووحَّد الصف، وقضى على الخلافات، وأزال النعرات. وقال سموه بمناسبة اليوم الوطني: الملك عبدالعزيز جعل لنا وطناً واحداً وكياناً واحداً وكلمة واحدة، ورسم لنا منهجاً واضحاً، وحدَّد لنا رؤية واضحة تسير عليها هذه البلاد منذ تأسيسها إلى وقتنا الحاضر ولله الحمد. وأوضح أن ذكرى اليوم الوطني تتجاوز التاريخ الرمزي الذي تدل عليه الذكرى، وهو الأول من الميزان أو الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام، إلى مضامين عدة يحملها هذا التاريخ، ولعل أهمها الوحدة الوطنية التي أقل ما يُقال عنها إنها أهم إنجازات المؤسس، وأهم معطيات التأسيس، وأهم مكتسبات الوطن. مشيراً إلى أنها أهم وأكبر وأمتن وحدة شهدها القرن العشرين الماضي. مطالباً بتذكر الجهود الكبيرة التي بذلها المؤسس لتحقيق هذه الوحدة ووجوب المحافظة عليها. وأضاف سمو أمير منطقة جازان: في ذكرى اليوم الوطني علينا أن ندرك أن اليوم الوطني ليس شعارات أو عبارات أو احتفالات، وإنما ترجمة للمواطنة الصادقة التي تتجسد في الإيمان بالقيم الوطنية التي يجب أن تنعكس على ممارساتنا في حياتنا اليومية في كل المجالات.. ممارساتنا في العمل الذي يجب أن يقوم على الصدق والإخلاص والتفاني من أجل رفعة الوطن، وممارساتنا عند التعامل مع الآخرين على أرض الوطن أو خارجه من أجل سمعة الوطن، وممارساتنا عند استخدام الطرق والماء والكهرباء والمرافق والخدمات العامة بشكل عام، وأن نستشعر أنها مِلْك للجميع، وعلينا المحافظة عليها، وأيضاً ممارساتنا في تطبيق النظام واحترامه، وأن ندرك أن النظام فوق الجميع، وأن تطبيقه والتقيد به من مصلحة الجميع. وتابع بالقول: علينا أن نستشعر مسؤوليتنا في المحافظة على أمن وطننا واستقراره، وتتضاعف هذه المسؤولية في مثل هذه الأيام التي تشهد زيادة المحن والاضطرابات بسبب التطرف والإرهاب، وعلينا أن نجتمع ونتحد في رفض التطرف ونبذ المتطرفين، وأن نكون يداً واحدة مع قيادتنا الرشيدة وعلمائنا الأجلاء، وألا نسمح لأحد أياً كان بأن يتسبب في شرخ وحدتنا أو الإساءة لوطننا أو المساس بعلمائنا وقياداتنا، وينبغي أن يستشعر كل مواطن أنه على ثغرة، وعليه ألا يؤتَى الوطن من خلاله، وأن يدرك أن التعاطف مع أصحاب الفكر الضال هو المدخل إلى التأثر بفكرهم والانخراط إلى صفوفهم لا سمح الله. وعدّ الذكرى بالخطوة الجديدة نحو المستقبل الذي يتطلب الاستفادة من إنجازات الماضي ومعطيات الحاضر، وأيضاً الاستعداد للمستقبل الذي نصل فيه ببلادنا ووطننا إلى ما وصلت إليه الدول المتقدمة. مشيراً إلى أهمية استشعار الدور في تطوير المؤسسات التعليمية والبحثية وتنمية الموارد البشرية؛ لنتمكن من المنافسة في حلبة السوق الدولية. ورفع سموه في ختام تصريحه التهنئة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - وللشعب السعودي.