تعتبر ذكرى اليوم الوطني محطة نتوقف عندها في كل عام لنتذكر مرحلة التأسيس والبناء لهذا الكيان ونستشعر التحول الكبير الذي شهدته بلادنا على يد المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود الذي جمع الشتات ووحد الصفات وقضى على الخلافات وأزال النعرات ليجعل لنا وطنا واحدا وكيانا واحدا وكلمة واحدة، ورسم لنا منهجا واضحا وحدد لنا رؤية واضحة تسير عليها هذه البلاد منذ تأسيسها وإلى وقتنا الحاضر ولله الحمد. إن ذكرى اليوم الوطني تتجاوز التاريخ الرمزي الذي تدل عليه الذكرى وهو الأول من الميزان أو الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام إلى عدة مضامين يحملها هذا التاريخ ولعل أهمها الوحدة الوطنية التي أقل ما يقال عنها إنها أهم إنجازات المؤسس وأهم معطيات التأسيس وأهم مكتسبات الوطن فهي أهم وأكبر وأمتن وحدة يشهدها القرن العشرين الماضي وعلينا جميعا في هذا اليوم أن نتذكر الجهود الكبيرة التي بذلها المؤسس لتحقيق هذه الوحدة ونتذكر دائما أن علينا أن نحافظ عليها لأن فيها قوتنا واستقرارنا وعزتنا. في ذكرى اليوم الوطني علينا أن ندرك أن اليوم الوطني ليس شعارات أو عبارات أو احتفالات وإنما هو ترجمة للمواطنة الصادقة التي تتجسد في الإيمان بالقيم الوطنية التي يجب أن تنعكس على ممارساتنا في حياتنا اليومية في كل المجالات.. ممارساتنا في العمل التي يجب أن تقوم على الصدق والإخلاص والتفاني من أجل رفعة الوطن.. وممارساتنا عند التعامل مع الآخرين على أرض الوطن أو خارجه من أجل سمعة الوطن.. وممارساتنا عند استخدام للطرق والماء والكهرباء والمرافق والخدمات العامة بشكل عام وأن نستشعر أنها ملك للجميع وعلينا المحافظة عليها.. وأيضا ممارساتنا في تطبيق النظام واحترامه وأن ندرك أن النظام فوق الجميع وأن تطبيقه والتقيد به من مصلحة الجميع. في ذكرى اليوم الوطني علينا أن نستشعر مسؤوليتنا في المحافظة على أمن وطننا واستقراره وتتضاعف هذه المسؤولية في مثل هذه الأيام التي تشهد زيادة المحن والاضطرابات بسبب التطرف والإرهاب وعلينا أن نجتمع ونتحد في رفض التطرف ونبذ المتطرفين وأن نكون يدا واحدة مع قيادتنا الرشيدة وعلمائنا الأجلاء، وأن لانسمح لأحد أيا كان أن يتسبب في شرخ وحدتنا أو الإساءة لوطننا أو المساس بعلمائنا وقياداتنا، وينبغي أن يستشعر كل مواطن أنه على ثغرة وعليه أن لايؤتى الوطن من خلاله وأن يدرك أن التعاطف مع أصحاب الفكر الضال هو المدخل إلى التأثر بفكرهم والانخراط إلى صفوفهم لاسمح الله. إن ذكرى اليوم الوطني لاتقف عند ذكرى الماضي ولاتركز على الحاضر فحسب وإنما هي خطوة جديدة نحو المستقبل الذي يتطلب منا الاستفادة من إنجازات الماضي ومعطيات الحاضر وأيضا الاستعداد للمستقبل الذي نصل فيه ببلادنا ووطننا إلى ما وصلت إليه الدول المتقدمة. وذكرى اليوم الوطني تجعلنا نستشعر دورنا في تطوير مؤسساتنا التعليمية والبحثية وتنمية مواردنا البشرية لتكون قادرة على المنافسة في حلبة السوق الدولية وأن تسهم في القضاء على الفساد بكل أشكاله والذي يعتبر للأسف الشديد سبب قصورنا في تحقيق تطلعات قيادتنا على الرغم من الإمكانيات المادية والبشرية التي تملكها بلادنا ولله الحمد. وأخيرا.. في ذكرى اليوم الوطني نرفع التهنئة لقيادتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد سلمه الله وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وللشعب السعودي.. وكل عام ووطننا بخير ووحدتنا قوية ومتينة. إليك تهفو قلوب الخلق ياوطني ومنك يشرق نور الحق في الزمن [email protected]