يوم الوطن الخالد، هو اليوم الذي أسس فيه الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود، رحمه الله، كيان الدولة، ووحد أطرافها، فأصبحت كالروضة الغناء المحفوفة بالخيرات تظللها الأشجار الباسقة وتجري في أراضيها أنهار الخير والعطاء. أرسى فيها قواعد الأمن والعدالة، واتخذ من كتاب الله وسنّة رسوله، صلى الله عليه وسلم، منهاجًا وشرعًا، فأصبحت دولة إسلامية تتخذ من القرآن الكريم دستورًا تستقي منه تعاليم الهدى، وتباشير الحياة. تلتزم بتعاليمه الربانية، وتحتكم إلى قوانينه الشرعية في ثبات وشموخ، وتقرب إلى المولى عزّ وجلّ الذي أنعم على هذه البلاد وأهلها بنعمه التي لا تعد ولا تحصى. نتذكر في يوم الوطن الخالد بذل الرجال الأوفياء، وتضحياتهم؛ والتنمية والرخاء، والأمن والإيمان الذي أنعم الله بها على هذه البلاد وأهلها. حب الوطن، والتغني بإنجازاته أمر مهم ولا شك، إلا أن المعاني السامية تتجاوز مرحلة الاحتفاء المجرد إلى التبصر في حقوقه وواجباته علينا، والاعتراف بفضله، بعد فضل الله عزّ وجلّ. حق الوطن علينا أن نعمل يدًا واحدة من أجل نهضته ورفعته، وحمايته من الأخطار المحدقة، الداخلية والخارجية، وأن نكون صفًا واحدًا في مواجهتها، وسواعد متكاتفة في خطط البناء والتطوير، ومد يد العون للجميع، وإقامة النظام واحترامه، وتحقيق متطلبات الولاء، ومحاربة الفساد. من حق الوطن على أمراء المناطق ضمان إنجاز خطط التنمية التي وضعها ولي الأمر، وأنفق عليها مئات المليارات، ومحاسبة المقصرين والتشهير بهم. من حق الوطن على وزرائه، ومن تولى شأنًا من شؤون العباد، أداء الأمانة، والعمل بجد لتحقيق طموح القائد، وتطلعات المواطنين، خاصة الوزارات الخدمية المسؤولة عن تنفيذ خطط التنمية الطموحة التي أرسى قواعدها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين. من حق الوطن على رجال المال والأعمال أن ينخرطوا بجد في أعمال خدمة المجتمع، وأن ينظروا بعين الرحمة للمواطنين الذين أنهكتهم موجة الغلاء فحرمتهم من كثير من حاجاتهم الضرورية، فيجتهدوا في تقديم مصلحة الوطن والمواطن على مصالحهم الخاصة. احتفاؤهم بيوم الوطن يجب أن يتجاوز الأمور الشكلية، إلى المشروعات التنموية التي يقدمونها هدية للوطن في يومه المجيد. لو قدم رجال المال والأعمال، كُلٍ في مدينته، مشروعًا للوطن في يومه الوطني لحصلنا على منظومة متكاملة من أعمال الخير والتنمية النافعة للجميع. من حق الوطن على أهل العلم، الفكر، والإعلام العمل على توحيد الصفوف، ووحدة الكلمة، والرقي بالمجتمع، وتكريس الوحدة الوطنية، والتمسك بثوابت الدين الحنيف، ونبذ الفرقة والاختلاف المفتت للوحدة الوطنية، وإنتهاج مبدأ الحوار البناء الهادف الذي يقود إلى الإصلاح والخير. من حق الوطن علينا جميعًا حمايته من الأعداء والمحافظة على مكتسباته الدينية والدنيوية، ونبذ التطرف، والبعد عن الطائفية المقيتة، والتنبه لمخططات الفرقة التي تغرس بذورها بعض دول المنطقة. الاحتفاء باليوم الوطني، يجب أن يتحول إلى ممارسة حقيقية على أرض الواقع، يتمازج فيها العمل النافع المثمر بمظاهر الفرح والسرور. عندما يرتبط الاحتفاء والزهو، بالعمل على مواصلة البناء والتطوير والنماء، والتخطيط الإستراتيجي، يحدث التوازن الأمثل الذي يجب أن يكون غاية وهدفًا لجميع المحتفين بيومنا الوطني المجيد.. السلام الوطني، و(سلام الأندية الرياضية)!!! في يوم الوطن نُحَذّر من اتخاذ الأندية الرياضية في دوري زين للمحترفين نشيدًا رسميًا خاصًا يتعلق به المشجعون وينشدونه قبل كل مباراة، ونطالب بمنعه رسميًا، لما فيه من خطورة كبيرة على النشء، واللحمة الوطنية، والولاء. السلام الملكي هو نشيد الدولة الوحيد، ولا بديل له، وأي محاولة لإدخال نشيد موازٍ للأندية الرياضية قد يحدث انفصامًا فكريًا لدى المشجعين الرياضيين، وبخاصة الأطفال والمراهقون. الأندية الرياضية مطالبة بترسيخ المواطنة، بكافة صورها، ومنها الاعتزاز بالنشيد الوطني، والتمسك به، وعدم دفع مشجعيها لتبني نشيد رسمي مخالف للنشيد الوطني يُنشد قبل كل مباراة، أو في المنافسات الرياضية. للمنافسات الرياضية أهازيجها الخاصة وشعاراتها التي يجب إلا يُسمح لها بالأضرار أو التداخل مع الثوابت الوطنية، أو منافستها، وعلى رأسها العلم، والسلام الملكي السعودي. محاولة إدخال المشجعين أو رؤسائهم، نشيدًا رسميًا خاصًا بأنديتهم الرياضية سيتسبب في كثير من المشكلات المستقبلية، خاصة فيما يتعلق بالأمن الاجتماعي، والولاء، والوحدة الوطنية و»معظم النار من مستصغر الشرر»!.