فوجئ العالم كله بأن دولاً مثل تونس ومصر وليبيا وسوريا سيطرت عليها طوال السنوات الماضية أنظمة ثبت أنها من ورق!! أنظمة كانت مشغولة بالعسكرة عن تنمية شعوبها، تفرغت لتنمية الخوف وزيادة السجون وتنوع التعذيب، وجعلت من كل مداخيلها الاقتصادية آلة حرب واستلاب لقوت البسطاء لصالح المقربين من الأنظمة شركاء الفساد! الأطفال الذين قتلهم نظام الأسد صباح العيد والخطباء والرسامين الذين قطع أيديهم واقتلع حناجرهم ووصفهم بالإرهابيين وسلمهم لذويهم حتى يكونوا أداة تخويف وترهيب وعبرة لمن يعتبر من السوريين الأحرار. انكشف لنا حلم الجولان الساكن وكيف تحول إلى وسيلة دعائية يتكسب بها نظام الأسد ليوهم المتحمسين بأنه دولة ممانعة لينال الكثير من الدعم المادي والآلة العسكرية التي يرهب بها شعب سوريا وشعب لبنان وإلا متى أرعب نظام الأسد إسرائيل إلا إذا كان يعتبر الانشقاق الكبير الذي حدث بين حماس وفتح لصالح الفلسطينيين؟!! وكان لحزب الله دوراً كبيراً فيه وهو الحزب الذي تدعمه سوريا وإيران!!! حين تنقل الفضائيات صوراً حية من سوريا رغم التضييق الكبير عليها تذهل لقدرة الشعب السوري على تحدي هذا النظام الملطخة يداه بدماء شعبه الأعزل كما تذهل لهذا المستوى المتدني من التنمية في حماة ودرعا وريف دمشق بل لو قارنت بين صور سوريا أيام الاحتلال الفرنسي وبينها الآن لقلت بكل ألم وغصة كان حالها أفضل وهي ترضخ تحت احتلال أجنبي!! من المحزن أن يطلب السوريون في جمعتهم الأخيرة تدخل العالم لإنقاذهم من طغاة نظام الأسد، السوريون الأحرار سينالون حريتهم حتماً لأنهم بدأوا الطريق التي تنتهي بإسقاط النظام وإذلال الطغاة وانتصار الحريات الشعبية الذي سيتحقق بإذن الله لأن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة ولأن هذا النظام هشا متداعياً بشكل يفوق تداعي نظام القذافي الذي يختبئ اليوم ذليلاً كما الجرذان.