المظهر الذي كان عليه منتخبنا الوطني في أول مبارياته في تصفيات كأس العالم تحت إشراف الهولندي فرانك رايكارد أمام عُمان جاء مفرحاً بالنسبة لي وأعطى مؤشراً على العمل الفني الجيد المنتظر من السيد رايكارد مع الأخضر.. فالكثيرون تحدثوا عن النتيجة ولم يتحدثوا عن طريقة اللعب وأسلوب اللعب الذي انتهجه المنتخب واللاعبين الذين تم اختيارهم لتنفيذه. فشخصياً أرى أن رايكارد كشف عن أسلوب عمله الجديد والمعتمد على الكرة الحديثة واللعب من لمسة واحدة والاعتماد على اللاعبين الذين يؤدون ويخدمون ذلك وفقاً لطريقة اللعب.. ولأول مرة منذ سنوات طويلة نشاهد المنتخب يحاول تطبيق طريقة لعب مدروسة تتماشى مع كرة القدم الحديثة المعتمدة على اللعب الجماعي السريع والتحرك الجيد ونقل الكرة وفقاً لكرة القدم الحديثة البعيدة عن الاجتهاد والمهارة الفردية وقدرات اللاعبين.. وبمقارنة بسيطة مع وضع المنتخب في نهائيات كأس آسيا وما قدمه الأخضر خلالها نجد أننا بدأنا الخطوة الأولى نحو لعب كرة قدم حديثة تتماشى مع ما هو موجود في العالم وأعني هنا الكرة الأوروبية التي تعتمد على نقل اللاعب للكرة والتنظيم والانتشار الجيد والكرة الجماعية.. وهذا ما ظهر في أول مباراة بعيداً عن اختيارات المدرب وقدرات اللاعبين.. وبالتأكيد فإنه مع الوقت والمباريات سيرتفع الأداء ويتقن اللاعبون طريقة اللعب ويمكن أن يدخل على التشكيل بعض التعديلات البسيطة وفقاً لأداء اللاعبين وإجادتهم اللعب حسب ما يريده المدرب. وبواقعية شديدة أقول إن الأفراد الذين يضمهم الأخضر حالياً هم الأفضل.. ويجب ألا نشطح بعيداً في آمالنا فهؤلاء هم الأفضل في الوقت الحالي وهم الأقدر على تطبيق طريقة المدرب وتنفيذ متطلبات الطريقة التي يريد تطبيقها.. ومتى ما نجح البقية في فهم ما يريد المدرب وتنفيذه بحرفية فإنهم بالتأكيد سيدخلون التشكيل وسط طريقة اللعب المعتمدة. وشخصياً أجد أن الأخضر سيرتفع مستواه ويتطور تدريجياً مع المباريات طالما وجدت الطريقة وأسلوب اللعب الواضح الذي يتيح للاعبين الظهور بإمكاناتهم كاملة مع الأخضر. صحيح أننا لم نستطع التسجيل أو بناء هجمات صحيحة وخطيرة ولكن ذلك سيأتي مع الوقت وارتفاع الأداء الجماعي وانسجام اللاعبين.. وستكون مباراة أستراليا اليوم اختباراً صعباً للاعبين سيكون تجاوزها بمثابة الخطوة الأهم على الطريق الصحيح.. ولاعبونا قادرون بإذن الله على الفوز وتخطي المنتخب الأسترالي القوي بدعم الجماهير والعزيمة والإصرار المعروفة عن اللاعب السعودي ويبقى فقط أن ينجح اللاعبون في الارتقاء بمستوياتهم نحو الأفضل أمام المنتخب الأفضل وعندها سيصفق الجميع للأخضر ولمدربه رايكارد بعد أن وقفوا حائرين في تقييم أداء منتخبنا أمام عُمان.. فالبوادر مشجعة جداً والأمل كبير في الانطلاق من مباراة اليوم بإذن الله ليعود الأخضر منافساً قوياً كما عهدناه في تصفيات كأس العالم بحثاً عن التأهل الخامس الذي لو تحقق فسيكون بداية لمرحلة جديدة لكرة القدم السعودية نتمنى أن تكون سعيدة لكل الجماهير الرياضية بحول الله وقوته. معاناة الهلال مع توماس دول! - يكاد يكون هذا الموسم هو الأصعب للهلال منذ سنوات طويلة.. فالموسم الجديد الذي أصبح على الأبواب سيبدأ دون أن يبدأ الفريق فعلياً في الاستعداد الطبيعي والمعتاد بكامل لاعبيه كما هي العادة في كل موسم.. فبعد المتغيرات الجديدة في صفوف الفريق بعد التعاقد مع جهاز فني جديد ولاعبين أجانب جدد جاءت فترة الاستعداد على غير ما يتمناه الهلاليون وأيضاً مما تتمناه الأندية الأخرى.. حيث الاستعدادات في شهر رمضان المبارك وسط مشاركات عديدة للمنتخبات الوطنية والهلال كما هو دائماً الممول الأول لها سواء على مستوى المنتخب الأول أو الأولمبي. ولذلك فلم تكتمل صفوف الفريق منذ بداية الاستعدادات حتى هذه اللحظة.. بل إنها لن تكتمل سوى قبل انطلاق الدوري بثلاثة أيام ما يعني صعوبة اكتمال صفوف الفريق والاستعداد الجيد قبل الدوري بوقت كاف. والمتابع لإعداد الفريق الهلالي يلمس الأوضاع الصعبة في ظل الغيابات المتكررة والعديدة سواء للسعوديين أو الأجانب بفعل الارتباطات الدولية حيث وجد مدرب الفريق الألماني توماس دول نفسه يدرب حوالي 14 لاعباً أقل أو أكثر بقليل مما جعله غير قادر على تطبيق برنامجه التدريبي كما يريد وعرضه لحرج شديد.. طوال شهر رمضان المبارك وبعده.. فبوجود الدوليين يغيب الأولمبيون وعند عودتهم يغادر الدوليون وهكذا والجميع يعرف أن الفريق مكون من هؤلاء اللاعبين (ثمانية دوليين وستة أولمبيين) بالإضافة للأجانب الذين نقصوا واحداً بإصابة هرماش وكذلك تأخر انضمام الكاميروني إيمانا للفريق وعدم لعبه لأي مباريات منذ نهاية الموسم الماضي.. ولذلك فإن أي نتائج يحققها الهلال في الجولات الأولى فستكون متوقعة مع العلم أن الفريق بخبرة وتجربة لاعبيه قادر على تجاوز هذه الظروف الصعبة.. وعلى الصعيد التدريبي فإن السيد توماس دول يبذل جهوداً كبيرة في التدريبات لتطوير أداء اللاعبين فردياً وجماعياً وهو يحتاج لوقت طويل حتى يحقق ما يريد في ظل العمل المكثف الذي يؤديه يومياً مع اللاعبين وعادة فإن مثل هذا العمل يحتاج للوقت حتى تظهر نتائجه ويؤتي ثماره خصوصاً متى أراد المدرب تطبيق طريقة لعب معينة وإعادة بناء أداء الفريق وفقاً للكرة المدروسة واضحة المعالم بدلاً من الاجتهادات واللعب المفتوح الذي كان عليه الفريق في الموسم الماضي.. وهو ما يضاعف مسؤولية الجهاز الفني الجديد ويصعب مهمته متى أراد النجاح. على أية حال فإن معظم الفرق وخصوصاً فرق المقدمة تعيش نفس الأوضاع وبنسب متفاوتة ويبقى الفريق الأطول نفساً هو الأوفر حظاً في تجاوز صعوبة البداية وإكمال الموسم بنجاح. لمسات - بعد أن أغلق خالد عزيز ملفه مع الهلال فإن هناك ملفات لا زالت مفتوحة وبحاجة للإغلاق حتى يتوفر للفريق الاستقرار النفسي والذهني وأعني هنا إغلاق ملف انتقال ياسر الشهراني والسويدي كريستيان ويلهامسون.. - العمل الجبار الذي يبذله مديرة إدارة المنتخبات الأستاذ محمد المسحل يستحق التقدير والاحترام حيث التنسيق الكامل مع الأندية فيما يتعلق باللاعبين الدوليين وانضباطيتهم مع أنديتهم أولاً قبل الانضمام للمنتخب. - مباراة منتخبنا الوطني اليوم أمام أستراليا مباراة من الوزن الثقيل.. تحتاج تضافر الجهود والتركيز التام من اللاعبين والدعم الجماهيري المعتاد من جماهير المنطقة الراقية حتى يواصل الأخضر رحلته بنجاح نحو الدور المقبل لتصفيات كأس العالم بإذن الله. - استعدادات الأندية للموسم الجديد تسير على قدم وساق قبل صافرة البداية.. هذه الاستعدادات لم يصاحبها استعدادات مماثلة من قبل الحكام وهو الجزء الأهم في المنافسات، فلم نسمع عن برامج الإعداد المفترض أن تطبق للحكام لإعدادهم للموسم الجديد بشكل قوي وصحيح بدلاً من البرامج المعتادة قبل بداية كل موسم!! - في تصوري أن الهلال لا يحتاج للاعب الشاب ياسر الشهراني بالمبالغ المطلوبة من القادسية.. فهناك أمور أهم وأولى بهذه المبالغ تتعلق بالعناصر الشابة في الهلال حتى يتم الاستفادة منهم بشكل أفضل.