يواصل الفلسطينيون سعيهم الحثيث لانتزاع الاعتراف الدولي بدولتهم المستقلة عبر نيل عضوية دولة فلسطين الكاملة في الهيئة الدولية، وفي المقابل يحاول الأمريكيون والإسرائيليون عرقلة هذه المحاولة الفلسطينية التي جاءت بعد أن فاض الكيل لدى الفلسطينيين ويأسوا من وعود أمريكا وتعنت إسرائيل التي تتكئ على ظلم أمريكا للفلسطينيين والعرب جميعاً لمساندتها الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين فارضة حالة شاذة عالمياً، إذ لم توجد دولة محتلة إلا فلسطين، ولا كيان يمارس الاحتلال إلا إسرائيل ومع هذا تعارض أمريكا توجه الفلسطينيين للأمم المتحدة للحصول على حق مشروع. لماذا هذا الموقف من أمريكا؟! إضافة إلى الانحياز الأمريكي المطلق والصارخ للإسرائيليين نتيجة هيمنة السياسة الأمريكية للرغبات الإسرائيلية وسيطرة تيار متصهين يتوزع في مراكز القرار من مستشاري الإدارة الأمريكية إلى الكونجرس ووزارتي الخارجية والدفاع، هناك فهم أمريكي خاطئ يتمثل بأنه في حالة حصول الدولة الفلسطينية على الاعتراف الشرعي بالعضوية الكاملة في الأممالمتحدة عبر تصويت 145 دولة فإن ذلك يعني رفع شرعية الاحتلال الإسرائيلي عن أرض فلسطين وأن حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة حتى في حالة اعتراض أمريكا، فإن هذا الاعتراف سيؤسس لمرجعية دولية تخرج المفاوضات الواقعة تحت الحصار الأمريكي إلى الإطار الأممي ووفق القانون الدولي وضمن جدول زمني محدد، وبدلاً من أن تكون أمريكا وحدها التي توجه بوصلة المفاوضات وتفرض الإملاءات الإسرائيلية على الفلسطينيين سيشاركها في توجيه المفاوضات وتصويب مسارها الدول الخمسة الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وستكون هناك أصوات مؤثرة من دول أصبح لها حضور دولي قوي كالبرازيل والهند وجنوب إفريقيا، وإذا ما دعمت هذه المواقف بالدول الإسلامية والعربية والدول المحبة للسلام وهي أكثرية فلا بد أن تتحرك المفاوضات وتخرج من الجمود الذي فرض عليها نتيجة الانحياز الأمريكي للأطماع الإسرائيلية.