لا شك أن للعيد فرحته لكن البعض من الآباء أو الأمهات قد يطفئ هذه الفرحة ويتجرع مرارة الألم والحسرة بما قد يشتريه لأولاده من الألعاب النارية والمفرقعات الخطرة، حيث تعتبر ظاهرة استخدام الألعاب النارية والمفرقعات الخطرة من الظواهر السلبية المنتشرة في المجتمع خصوصا في أيام الأعياد، فرغم التحذيرات الصحية والاجتماعية من خطورة هذه الألعاب فإن بيعها ما زال مستمرا، حيث ينشط بائعو هذه الألعاب بتوفيرها لمن يرغب خصوصا هذه الأيام وبأسعار مغرية ولخطورة هذه المواد وما تشكله من خطر ليس على مستخدميها فقط، بل كذلك على الموجودين في محيط استخدامها وما قد ينتج عن ذلك من حروق وتشوهات وإصابات مختلفة قد تؤدي إلى عاهات مستديمة أو مؤقتة، كما قد تحدث أضرارا في الممتلكات جراء ما تسببه من حرائق، إضافة إلى ما تحدثه من تلف صوتي قد يؤثر على طبلة الأذن وبالتالي يسبب خللا وظيفيا في عمل المخ، إضافة إلى ما قد تسببه هذه الألعاب من أصوات مزعجة قد يتضرر منها المرضى وكبار السن وكذلك ما تسببه أصوات تلك المفرقعات من الهلع والخوف لدى الأطفال الذي قد يترك الأثر النفسي على حياتهم، فإننا ومن هذا المنطلق نهيب بالأسر عامة والوالدين خاصة بعدم جلب تلك الألعاب الخطرة إلى أبنائهم وبيان خطورتها عليهم وتوضيح ذلك لهم، وتوجيه الأطفال بالابتعاد عن استخدامها وعدم تداولها بينهم، كما أنه يقع على الأسرة دور كبير في متابعة أبنائها ومنعهم من استخدام هذه الألعاب ومحاسبتهم على كيفية إنفاق المال الذي يعطى لهم والمراقبة الدائمة على مشترياتهم، ولا سيما أن هذا المال أمانة يجب ألا نصرفه فيما قد يشكل خطرا على الحياة أو يودي إلى التهلكة حيث يقول الله تعالى: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إلى التَّهْلُكَةِ}, كذلك فلا بد من تكاتف الجهات المسؤولة كالشرطة والبلديات للقضاء على ظاهرة تداول تلك الألعاب الخطرة فيكفي ما سمعنا وشاهدنا من المآسي الموجعة جراء العبث بتلك الألعاب ممن لا يدرك مدى خطورتها. والله الموفق. [email protected]