لا أحب مخالطة «الأطباء» أو مجالستهم، وذلك بسبب «فوبيا» المشرط والدم المرتبطة بهم، ولا أعرف حقيقة كيف نجح الدكتور عائض القحطاني المشرف على كرسي جامعة الملك سعود لأبحاث السمنة، في التغرير بي وإقناعي بدخول «غرفة العمليات» لمتابعة طريقة «إزالة» الشحوم وربط المعدة لشاب سعودي يعاني من «سمنة مفرطة» رغم أنه لم يتجاوز العشرين حين كنا نرافقه في برنامج تلفزيوني لمتابعة أثر السمنة على حياته..!. كدت أن أصاب» بالدوار» عدة مرات نتيجة مشاهدة «الشحوم» داخل الجسم وكيف يمكن أن نعطل وظائف الجسم بسبب ما نلتهمه من أطعمه، ومن لم يشاهد «أرتال الشحوم» بشكلها الطبيعي داخل جسم الإنسان لا يستطيع تصور المنظر، عموما الحمد لله «الآن» الشاب أصبح «رشيقاً» نوعاً ما، يمشي في الشارع على الأقل دون أن يلفت انتباه أحد بسبب سمنته.! قديماً كان الناس يغبطون «السمين» ويصفونه ب «المستصح» أو «المتعافي» والأم كانت «تزغد» أطفالها بأنواع الطعام، لكي يزيد وزنهم ويسمنون، لتقوى أجسامهم في مواجهة المرض بعكس اليوم، حيث إن الهم السائد في المجتمع هو الرجيم وتخفيف الوزن بعد اكتشاف أثار السمنة! هذه الآثار التي قدّر متخصصون في علاج السمنة تكاليفها السنوية لدينا ب «19مليار ريال»، أما مسبباتها فمتعددة نتيجة ثقافتنا المجتمعية الخاطئة بكثرة الأكل وقلة الحركة ونوعية الطعام!!. نحن «السعوديين» من أكثر الشعوب اهتماماً واشتراكاً في برامج «الرجيم والتخسيس»، ومتابعة لها وخصوصاً النساء، ولكن دون «فائدة تذكر» مع الأسف، فالسمنة «تنخر» في مجتمعنا. ابحث حولك كم شخص تعرفه اشترك في «نادي» من أجل تخفيف الوزن أو طبق «رجيماً» وتوقف لعدم وجود «عزيمة» و»إرادة»، آخر القصص «الطريفة» حدثت قبل عدة أشهر حيث انخرطت أكثر من «100سيدة» بالمنطقة الشرقية في منافسة لإنقاص أوزانهنّ ولكن في نهاية المطاف وبعد جهود بذلها المنظمون كانت النتيجة.. «لم ينجح أحد»!. وكالة الأنباء الأمريكية «يو بي آي» نشرت مؤخراً دراسة تقول: إن الزواج يؤدي إلى زيادة وزن النساء بينما يساهم الطلاق في اكتساب الرجال المزيد من الوزن، وهذا قد يساهم على الأقل في تقليل «نسبة» الطلاق لدينا والتي «تصدرنا» بها دول العالم، كما «تصدرناهم» بفعل السمنة أيضاً..!. من المؤكد أن «الخواجات» أصحاب «الدراسة» لا يعرفون شيئاً عن شهر رمضان المبارك وأثره على «أجسام» المتزوجين والمطلقين سوياً، وإلا تغيرت نتائج البحث قليلاً، فالبعض منا يحتاج لأشهر بعد رمضان من أجل تخفيف حجم البالون الممتد أمامه..!. حقيقة لا أعرف متى نعي أضرار السمنة ونعالجها وفق أسس صحية سليمة ومتى تنتشر بيننا ثقافة الوعي الصحي لنتخلص من العادات الغذائية السيئة المسبب الرئيس لهذا المرض القاتل؟!..وعلى دروب الخير نلتقي.