شنت قوات الأمن السورية صباح أمس الأربعاء حملة اعتقالات موسعة في مدينة الميادين بمحافظة دير الزور شمال شرق سورية وسط إطلاق نار كثيف من الدبابات، حسبما ذكرته قناة الجزيرة الفضائية. وقتل شخصان برصاص قوات الأمن السورية في مدينة الميادين بمحافظة دير الزور شمال شرق سورية صباح أمس الأربعاء، حسبما نقلته قناة الجزيرة الفضائية عن لجان تنسيق الثورة السورية. وشنت قوات الأمن السورية صباح أمس حملة اعتقالات موسعة في الميادين وسط إطلاق نار كثيف من الدبابات.واقتحم الأمن السوري مدعومًا بالدبابات قرية البورحمة في محافظة دير الزور في ساعة مبكرة من صباح أمس. وفي ريف دمشق نفذت الأجهزة الأمنية السورية فجر أمس الأربعاء حملات مداهمة واعتقالات شملت عشرات في حرستا الواقعة في ريف دمشق حيث استمرت التظاهرات المطالبة بإسقاط النظام، حسبما أفاد ناشط حقوقي. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «أجهزة الأمن السورية نفذت فجر أمس حملة مداهمة واعتقالات في حرستا في محاولة لوقف التظاهرات الحاشدة التي استمرت في المدينة رغم حملات الاعتقال السابقة». وأعلن المرصد أن «حملة الاعتقال أمس شملت 37 شخصا». وأشار المرصد إلى أن «قوات عسكرية وأمنية أغلقت مداخل مدينة حرستا بعد منتصف ليل الاثنين وسمحت بدخول أهالي المدينة فقط» بعدما قامت «فجر الثلاثاء بحملة مداهمات للمنازل واعتقالات أسفرت عن توقيف أكثر من 120 شخصا». ولفت المرصد إلى أن «عملية الاعتقال ترافقت مع الضرب والتنكيل وتكسير أثاث بعض المنازل وتخريب محتويات متاجر عائدة لمطلوبين للأجهزة الأمنية». وخرجت في ريف دمشق مساء الثلاثاء «تظاهرات مطالبة بإسقاط النظام في دوما وداريا وحرستا وكناكر والزبداني والكسوة ومضايا»، بحسب المرصد. وتشهد سوريا تظاهرات احتجاجية غير مسبوقة منذ منتصف آذار - مارس ضد النظام السوري أسفرت عن مقتل أكثر من 2200 مدني مما دفع الدول الأوروبية والولاياتالمتحدة أمس الأربعاء الأممالمتحدة إلى الدعوة لفرض عقوبات على الرئيس السوري والمحيطين به. وعلى الرغم من النجاح الذي حققه حلف شمال الأطلسي في مواجهة نظام العقيد معمر القذافي، يبدو التدخل العسكري مستبعدًا جدًا في سوريا البلد الذي يشهد وضعًا مختلفًا جدًا عن ليبيا. ولا تريد الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الأوروبيون فتح جبهة جديدة في دمشق، حيث المعارضة غير منظمة ويملك الرئيس بشار الأسد قوات يخشى بأسها. ومنذ الربيع، لعب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي دورًا محركًا لفرنسا في العمليات في ليبيا. وقال وزير خارجيته آلان جوبيه هذا الأسبوع أن نتيجة النزاع الليبي «سيكون لها تداعيات على سوريا». لكن جوبيه استبعد تحركًا عسكريًا ضد نظام الأسد. وفي واشنطن، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فكتوريا نولاند: إن المتظاهرين السوريين لا يحبذون تدخلاً أجنبيًا. وأضافت «أنهم يسلكون طريق مارتن لوثر كينغ وغاندي». من جهته، رأى الخبير الأمريكي انتوني كورديسمان أنه لا يوجد في سوريا «انتفاضة حقيقية يتوجب دعمها». وأضاف الخبير أن سوريا «تملك آلة عسكرية تتمتع بقدرات كبيرة وليس مثل ليبيا، حيث لا تعدو كونها واجهة». وتابع أن تدخلاً أجنبيًا في سوريا سيتطلب وسائل أكبر بكثير مع احتمال وقوع ضحايا مدنيين. وأضاف أن معظم المعارضين السوريين يرفضون فكرة التدخل الغربي خوفًا من أن يؤدي إضفاء طابع عسكري على مواجهتهم مع نظام الأسد إلى حرب أهلية بين مختلف المجموعات القومية والدينية في البلاد. وفي ليبيا اعتمد الغربيون على دعم شامل من العالم العربي. والوضع على هذا الصعيد مختلف أيضًا.