لم يعد مقبولاً بعد اليوم التهرب من استقبال المراجع البسيط والإصغاء إلى صوته وتلبية حاجاته، وفق النظام نصاً وروحاً، فيما يخدم ويخفف على المواطن والمقيم الذي يقصد باب أي إدارة أو مصلحة حكومية، مهما كانت حجة الانشغال بما هو أهم..! فقد أثلج صدري ما وجه به صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، لفروع الإدارات الحكومية في المنطقة، بتحديد مواعيد ثابتة ومعلنة ومعروفة تخصص لمقابلة المراجعين، واستقبال شكاواهم والعمل على حلها، واتخاذ الإجراءات اللازمة بخصوصها. سياسة «الباب المفتوح» من أهم ما يميزنا نحن السعوديون عن بقية الشعوب، وهي «سر» علاقة حميمة وصادقة بينا، فالمواطن السعودي قد يكون المواطن «الوحيد» في العالم الذي يمكنه لقاء «رأس الهرم» في الدولة متى ما شاء ولأي سبب وبسرعة كبيرة للسلام عليه وشرح حاجته «وجهاً لوجه» فيما كثير من شعوب العالم «تولد وتموت» دون أن ترى حكامها ورؤساءها إلا عبر وسائل الإعلام فقط ولا يسمح للمواطن البسيط بالالتقاء المباشر بهم، فنحمد الله على ذلك. وكما قال «سمو الأمير سلمان» إن الدولة دأبت منذ عهد الملك المؤسس «رحمه الله» على سياسة الباب المفتوح، وسار عليها «أبناؤه» من بعده «كمظهر» من مظاهر الحكم في المملكة، وأضحت هذه المجالس المفتوحة صورة صادقة للعلاقة بين ولاة الأمر والمواطنين، فيحرص عليها المسؤول ويحتاجها المواطن والمقيم وتعد مضمارا لاستقبال المقترحين والشاكين والتعرف على مشاكلهم والعمل على حلها وتلمس احتياجات الناس والنظر في أحوالهم. شكراً سمو الأمير على هذه اللفتة الرائعة والتعميم الذي سينهي بلا شك معاناة الكثير من المراجعين الذين أحفاهم الوقوف على باب مسئول من أجل مقابلته، ولكن سعادته مشغول باجتماعات وزيارات ومكالمات متناسياً حقوق هذا المراجع والمواطن الذي كفل له النظام حق مقابلة الوزير أو رئيس المصلحة وشرح شكواه وطلبه بموجب مرسوم ملكي حدد وخصص ساعة واحدة بشكل يومي للاستماع للمراجعين فيما يتعلق بأعمال الوزارة أو المصلحة. إننا ننتظر من كل مسئول أن يحذو حذو سمو الأمير سلمان للتخفيف على المواطنين والاستماع لصوتهم فيما يخص أعمالهم، فلا حجة بعد اليوم للتحجج بكثرة الأعمال والمشاغل لأي مسئول والتي تبرر له التهرب من مقابلة المواطن وعدم الإنصات إليه، ووداعاً للاجتهادات الخاطئة من قبل مكاتب المسؤولين في «تصريف» المراجعين, فالمواطن سينتظر الساعة المخصصة له من قبل الوزير أو رئيس المصلحة للاستقبال لإيضاح ما يجول في خاطره تجاهه معاملته، وأنا متأكد أن مجرد مقابلة صاحب الصلاحية ستنهي وتذلل الكثير من العقبات وستلغي «البيروقراطية» في إنهاء وإنجاز مصالح المراجعين وستخفف من مراجعة المواطنين وإشغال جهات «أعلى» بالمراجعة والشكوى والبرقيات لمواضيع بسيطة ومن صلاحية الوزير أو المسئول نفسه وبالإمكان أن تنتهي بهذا اللقاء، عبر الخوف من الله والرحمة والرأفة بالناس. شكراً «سمو الأمير» مرة أخرى، وما أجمل التواضع والعدل فهو أساس الحكم. وعلى دروب الخير نلتقي.