عبّرت واشنطن وعواصم أخرى عن قلقها إزاء مرحلة ما بعد القذافي مع بدء فترة انتقالية تشوبها شكوك حول مستقبل الديموقراطية في ليبيا. ودعت الدول الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي إلى مغادرة السلطة لتجنب المزيد من إراقة الدماء واعتبروا أن دخول الثوار إلى طرابلس يكرّس نهاية النظام الليبي. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليل الأحد الاثنين من مكان عطلته في شمال شرق الولاياتالمتحدة: إن «الحركة ضد نظام القذافي بلغت هذه الليلة نقطة اللا عودة. طرابلس تتحرر من قبضة الطاغية». وقال: «على القذافي أن يدرك حقيقة أنه لم يُعدُّ يسيطر على ليبيا. عليه أن يتخلى عن السلطة لمرة واحدة وأخيرة». ودعا أوباما أيضًا الثوار الليبيين الذين دخلوا طرابلس إلى احترام حقوق الإنسان وحماية مؤسسات الدولة والسير قدمًا باتجاه الديموقراطية على أن تكون «عادلة وتشمل كل الشعب الليبي». وفي بروكسل اعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون الاثنين أن «نهاية نظام القذافي» تقترب، داعية الزعيم الليبي إلى مغادرة السلطة «فورًا» وحثّت الثوار على التحلي بضبط النفس. وقالت اشتون في بيان: «إننا نشهد نهاية نظام القذافي» مضيفة «ادعو القذافي إلى مغادرة السلطة فورًا وتجنب مزيد من سفك الدماء». وحثّت اشتون أيضًا الثوار الليبيين على ضبط النفس على الأرض فيما يخوضون معركة طرابلس الحاسمة واحترام تطلعات الشعب الليبي بحصول تغيير ديموقراطي فعلاً. من جهته حذّر رئيس الوزراء السويدي فريديرك راينفلت من أن «الكثير من الأمور يمكن ألا تسير بشكل جيد في الأيام المقبلة». وفي فرنسا الدولة التي كانت مع بريطانيا في مقدمة التحرك المناهض للنظام الليبي، حثّ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي معمر القذافي على «تجنيب شعبه معاناة جديدة غير مجدية من خلال تخليه بدون تأخير عما بقي له من سلطة». وأضاف أن «النهاية لم تعد الآن موضع شك». من جهته عاد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى لندن قاطعًا عطلته لعقد اجتماع طارىء لمجلس الأمن القومي. وحذّرت الحكومة البريطانية في بيان من أن نهاية معمر القذافي «قريبة» بعد دخول الثوار إلى طرابلس. وقد عدّ الحلف أن «ما نشهده الآن هو انهيار النظام». وفي إيطاليا، القوة المستعمرة سابقًا لليبيا، عدّ وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أن نظام العقيد الليبي معمر القذافي لم يُعدُّ يسيطر «على أكثر من 10 بالمئة إلى 15 بالمئة» من طرابلس. من جهتها أعلنت الصين التي لها مصالح اقتصادية كبرى أيضًا في ليبيا الاثنين أنها «تحترم خيار الشعب الليبي». وفي عمان أوضح وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أن بلاده تراقب عن كثب التطورات المتسارعة في ليبيا، معربًا عن أمله بأن تشهد ليبيا انتقالاً سريعًا وسلمياً للسلطة. من جهة أخرى أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الاثنين أن فرنسا تقترح عقد اجتماع لمجموعة الاتصال حول ليبيا الأسبوع المقبل في باريس. وقال الوزير الفرنسي خلال مؤتمر صحافي أن «فرنسا تقترح اجتماعًا استثنائيًا لمجموعة الاتصال على أعلى مستوى اعتبارًا من الأسبوع المقبل في باريس».