القاهرة، باريس - رويترز، أ ف ب - حض مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض المقاتلين اليوم الاثنين على احترام القانون ووعد بإجراء محاكمات عادلة لأعضاء حكومة معمر القذافي. وفي مؤتمر صحافي عقد بمدينة بنغازي ونقلته قناة الجزيرة الفضائية التلفزيونية ناشد عبد الجليل كل الليبيين التحلي بضبط النفس وعدم السعي إلى أخذ حقوقهم بأيديهم. ومضى يقول إن المجلس الوطني الانتقالي يشكر بشكل خاص الدول التي قدمت كافة أنواع الدعم منذ بداية الثورة حتى "تحقيق النصر". وأردف قائلا إنهم يطمئنون المجتمع الدولي على أنهم يسعون لإقامة علاقات وثيقة تستند إلى الاحترام المتبادل مضيفا أن تلك الدول ستستفيد من مزايا خاصة في العلاقات مع ليبيا. ومن ردود فعل مختلفة، دعا الغرب العقيد معمر القذافي الى مغادرة السلطة لتجنب المزيد من اراقة الدماء واعتبروا ان دخول الثوار الى طرابلس يكرس نهاية النظام الليبي. وعبرت واشنطن وعواصم اخرى ايضا عن قلقها ازاء مرحلة ما بعد القذافي مع بدء فترة انتقالية تشوبها شكوك حول مستقبل الديموقراطية في ليبيا. وقال الرئيس الاميركي باراك اوباما ليل الاحد الاثنين من مكان عطلته في شمال شرق الولاياتالمتحدة ان "الحركة ضد نظام القذافي بلغت هذه الليلة نقطة اللاعودة. طرابلس تتحرر من قبضة الطاغية... وعلى القذافي ان يدرك حقيقة انه لم يعد يسيطر على ليبيا. عليه ان يتخلى عن السلطة لمرة واحدة واخيرة". ودعا اوباما ايضا المتمردين الليبيين الذين دخلوا طرابلس الاحد الى احترام حقوق الانسان وحماية مؤسسات الدولة والسير قدما باتجاه الديموقراطية على ان تكون "عادلة وتشمل كل الشعب الليبي". وفي بروكسل اعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الاثنين ان "نهاية نظام القذافي" تقترب داعية الزعيم الليبي الى مغادرة السلطة "فورا" وحثت المتمردين على التحلي بضبط النفس. وقالت اشتون في بيان "اننا نشهد نهاية نظام القذافي" مضيفة "ادعو القذافي الى مغادرة السلطة فورا وتجنب مزيدا من سفك الدماء". كما حضت الثوار الليبيين على ضبط النفس على الارض فيما يخوضون معركة طرابلس الحاسمة واحترام تطلعات الشعب الليبي بحصول تغيير ديموقراطي فعلا. وقالت "ادعو المجلس الوطني الانتقالي وقوات المعارضة الى ضمان حماية المدنيين واحترام القانون الانساني وحقوق الانسان العالمية بشكل كامل والعمل بحس من المسؤولية من اجل ضمان السلام والاستقرار في كل انحاء البلاد". واضافت ان "ليبيا تدخل عصرا جديدا (...) آن الاوان لاطلاق عملية انتقالية في اتجاه ليبيا يتم فيها احترام المبادىء الديموقراطية والعدالة وحقوق الانسان بشكل كامل" واعدة بان تقدم اوروبا مساعدة". وخلصت الى القول ان "الاتحاد الاوروبي سيواصل تقديم دعمه وسيبقى شريكا بارزا للشعب الليبي". من جهته حذر رئيس الوزراء السويدي فريديرك راينفلت من ان "الكثير من الامور يمكن الا تسير بشكل جيد في الايام المقبلة". وفي فرنسا الدولة التي كانت مع بريطانيا في مقدمة التحرك المناهض للنظام الليبي، حث الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي معمر القذافي على "تجنيب شعبه معاناة جديدة غير مجدية من خلال تخليه بدون تاخير عما بقي له من سلطة". واضاف ان "النهاية لم تعد الان موضع شك". من جهته عاد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الى لندن قاطعا عطلته لعقد اجتماع طارىء لمجلس الامن القومي. ومساء الاحد حذرت الحكومة البريطانية في بيان من ان نهاية معمر القذافي "قريبة" بعد دخول الثوار الى طرابلس. وما سهل تقدم الثوار كان الدعم العسكري الذي قدمه حلف شمال الاطلسي في الاشهر الاربعة الماضية. وقد اعتبر الحلف ان "ما نشهده الان هو انهيار النظام". وفي ايطاليا، القوة المستعمرة سابقا لليبيا، اعتبر وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني ان نظام العقيد الليبي معمر القذافي لم يعد يسيطر "على اكثر من 10 بالمئة الى 15 بالمئة" من طرابلس. وقال فراتيني ردا على سؤال حول الوضع في العاصمة الليبية "شهدنا خلال الساعات الاخيرة تعزيز المعارضة لتقدمها وبامكاننا القول ان النظام لم يعد يسيطر في الوقت الراهن على اكثر من 10 بالمائة الى 15 بالمائة من المدينة". واعتبر ان سقوط النظام سيخلق "آفاقا كبرى" للشركات الايطالية. وقال ان "الحكومة الليبية الجديدة ستحترم كل العقود" مؤكدا ان فرعا للمجموعة النفطية "ايني" يعمل حاليا على تاهيل البنى التحتية النفطية في ليبيا. من جهتها، اعلنت الصين التي لها مصالح اقتصادية كبرى ايضا في ليبيا الاثنين انها "تحترم خيار الشعب الليبي". وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان على موقعها على الانترنت ان "الصين تحترم خيار الشعب الليبي وتأمل في عودة سريعة للاستقرار الى ليبيا". ونفت جنوب افريقيا ان تكون ارسلت طائرة لنقل الزعيم الليبي كما كانت اشارت بعض المعلومات. من جانب اخر، انتقد احد الحلفاء القلائل للزعيم الليبي، الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز مجددا تدخل حلف شمال الاطلسي في طرابلس.