أعلن حلف شمال الأطلسي أمس أن القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي أطلقت الاثنين صاروخ سكود من محيط سرت معقل النظام ومسقط رأس القذافي باتجاه مصراتة التي يسيطر عليها الثوار منددا بما وصفه بالعمل «غير المسؤول». فيما أكّدت تقارير إخبارية أن معارك عنيفة تدور بين الثوّار وموالين للعقيد معمر القذافي أمام مقره في باب العزيزية في طرابلس، إضافة إلى اشتباكات بين الجانبين في أحياء متفرقة من العاصمة. وكانت المتحدثة باسم الأطلسي تحدثت عن ثلاثة صواريخ سكود. إلا أن الحلف عاد بعدها وتحدث عن إطلاق صاروخ واحد، وقال مسؤول في الحلف الأطلسي طلب عدم ذكر اسمه: «أشارت معلومات اولية الى ان ثلاثة صواريخ سكود قد تكون اطلقت، الا أن تحليلًا تكميليًا لم يؤكد اطلاق سوى صاروخ واحد». وبحسب المتحدثة باسم الحلف اوانا لونغيسكو فإن هذا الصاروخ اصاب «المنطقة الساحلية في مصراتة، على الارجح في عرض البحر او على الساحل»، واضافت «لا معلومات لدينا عن اضرار او ضحايا» جراء هذه الصواريخ، الا ان استخدام هذا النوع من الاسلحة عمل «غير مسؤول بتاتًا»، وتابعت «هذه أسلحة رعب» تمثل «تهديدًا للمدنيين». وذكرت تقارير إخبارية أن الثوار حشدوا مزيدًا من المقاتلين والآليات في طرابلس استعدادًا لمعركة قادمة متوقعة حول مقر إقامة القذافي في باب العزيزية. ويتحصن مقاتلون موالون للقذافي في مجمع باب العزيزية الذي يقع في القسم الجنوبي من طرابلس ويمتد على ستة هكتارات، ويتوقع الثوار أن لدى هؤلاء أسلحة وذخيرة كثيرة. ولا يعرف على وجه الدقة ما إذا كان القذافي موجودًا في المجمع إلا أنه من المرجح بقوة أن بعض أبنائه ربما يقيمون هناك، إلى ذلك ، أكّد مصدر من ثوار ليبيا أن سيف الإسلام نجل القذافي الذي ظهر أمس في طرابلس كان قد اعتقل بالفعل إلا أنه تمكن من الفرار، وكان ظهور سيف الإسلام الليلة الماضي أمام فندق في طرابلس قد أثار موجة من الشكوك في كل ما يعلنه الثوار إلا أن مصدرًا من الثوار أكد أن ظهوره لن يؤثر على عزيمة الثوار، وقال إن سيف الإسلام كان معتقلًا وفرّ وأن الجولة التي قام بها سيف الإسلام كانت داخل باب العزيزية. وكانت مصادر من الثوار أكدت هروب محمد الابن الأكبر للقذافي بعد يوم واحد من احتجاز الثوار له رهن الإقامة الجبرية. وكانت اشتباكات اندلعت بين الثوار الليبيين وقوات موالية للقذافي في وقت مبكر من اليوم على بعد نحو 80 كيلومترًا غرب طرابلس. وقال الثوار: إن الاشتباكات تركزت حول مدينة العجيلات ، التي شهدت مؤخرًا مظاهرة مؤيدة للقذافي من جهته اعتبر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه أمس ان نصر الثوار في ليبيا على نظام معمر القذافي «ليس كاملًا» وعلى الحلف الاطلسي البقاء في حال تأهب وإنجاز مهمته حتى النهاية، وقال لإذاعة اوروبا 1 الفرنسية «قلت بالإمس إن النصر ليس كاملًا. النظام على شفير الانهيار لكن لا يزال هناك جيوب مقاومة. يجب ان يبقى الحلف الاطلسي في حال تأهب لينجز مهمته حتى النهاية». وافاد جوبيه بحصول اجتماع عبر الهاتف الاثنين حول هذه النقطة بين الفرنسيين والاميركيين والبريطانيين والالمان والاتراك وبلدان عربية. وبحسب جوبيه فإن المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار الليبيين يسيطر على «كامل البلاد تقريبًا وجزء كبير» من العاصمة الليبية طرابلس. وقال «ليس هناك انتفاضة شعبية كبيرة دعمًا للقذافي خلافًا لما كان يقال لنا». من جهة اخرى، قال جوبيه إنه لا يعرف ما اذا كان القذافي ما زال موجودًا في ملجأ محصن في طرابلس، مشيرًا الى ان باريس ليست على اتصال معه، وأوضح ان «اتصالات جرت في المرحلة السابقة وبدت بعض النية الحسنة»، وذكر زيارة وزير الخارجية الأسبق دومينيك دو فيلبان الذي زار تونس مؤخرًا، وقال جوبيه «هذه المرحلة انتهت»، مؤكدا أنه «أصبح يعود الى الليبيين تحديد مصيرهم». من جهته، صرّح وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه صباح أمس ان العقيد القذافي «موجود على الأرجح» في مجمع باب العزيزية. وأضاف لونغيه الذي كان يتحدث لإذاعة فرانس انتر: إن عمليات القصف التي يقوم بها الحلف تواصلت ليل الاثنين الثلاثاء «لكنها خلافًا لما تطلبه فرنسا لم تسمح بفتح ثغرة في الموقع»، وشدد الوزير الفرنسي على القيمة الرمزية لمثل هذه الثغرة «للبرهنة على انه ليس هناك ملاذ آمن». وقال «نريد تدمير فكرة ملاذ آمن يتحصن فيه الذين يصعب دحرهم إلى الأبد». وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد بحثا الليلة الماضية قبل في اتصال هاتفي الوضع في ليبيا ووفقًا لبيان صدر عن مكتب ساركوزي فقد اتفق الزعيمان على مواصلة الجهود لدعم السلطات الشرعية في ليبيا طالما لا يريد القذافي إلقاء السلاح كما اتفقا على الشروع فورًا في محادثات مع «السلطات الشرعية في ليبيا والشركاء الدوليين» لعقد اجتماع موسع لمجموعة الاتصال حول ليبيا الأسبوع المقبل في باريس.