استشعر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله عظم الأحداث الأليمة الجارية في سوريا الشقيقة، والقمع الذي يمارسه النظام هناك مع شعب سوريا الأعزل دون هوادة ورأفة، حتى أذى الشعب في دينه في هذا الشهر الفضيل ومنعه من أداء شعائر العبادة من صلاة وقيام وإغلاق المساجد في خطوة غير محسوبة، تشي بتوجهات عقيدة الحزب الحاكم هناك والمعروفة عند من سبر أغوار مبادئه العقدية، ما يجري في سوريا العروبة من أحداث وأزمات، هي من صنع وتدبير النظام الحاكم بمسادة من إيران الصفوية، وقد أدركت القيادة السعودية بحكمتها المتروية، خطورة ما آلت إليه الأمور في سوريا، واستشعاراً بمسؤولياتها تجاه العرب والمسلمين، سارع قائد هذه البلاد حفظه الله بتوجيه كلمة للأشقاء في سوريا تحمل مشاعل النصح والإرشاد لمن فقد الصواب واستمرأ الأفعال المؤلمة، وأطلق يد آلته العسكرية الحمقى لتفتك بالشعب الأعزل، دون مراعاة لاحترام هذا الشهر الفضيل ومشاعر المسلمين، الأزمة التي في سوريا من وجهة نظري صنعها النظام هناك بامتياز، فكانت بيده لا بيد عمرو، وأمام تكالب الأحداث وتأزمها، ونظرة الملك الإنسان عبدالله بن عبدالعزيز، أن ليس ثمة بارقة أمل لدى النظام السوري في الانصياع للنداءات الأخوية والدولية، واستمرار آلته العسكرية بالعبث بالشعب السوري تقتيلا وتدميراً دون هوادة، وإزاء هذا الإصرار التعسفي من النظام هناك، وجد الملك عبدالله نفسه ملزمة بإبراء الذمة أمام الله أولا ثم أمام الأشقاء في سوريا، ناصحاً لهم في كلمة مفعمة بالألم جراء ما يحدث، والأمل في تحكيم العقل، لتدارك ما يمكن تداركه قبل فوات الأوان، كلمة خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله جاءت وصفاً دقيقاً لمجريات الأحداث هناك وتداعياتها التي سببت جرحاً عميقاً في التركيبة السكانية وساهمت في اتساع الهوة بين أطياف المجتمع السوري وخلقت جواً مشحوناً هناك، ساهم النظام الحاكم في تأجيج الأزمة، وهو الذي كان بإمكانه تداركها والحيلولة دونها لو صدقت نواياه! الملك المفدى بندائه الحكيم، أكد أن ما يجري هنالك، أمر لا يقبله عاقل من البشر، فضلا أن يكون عربياً ومسلماً، وكل ما يجري على يد النظام، ليس من الدين ولا من القيم والأخلاق العربية والإسلامية، إن مصدر خوف خادم الحرمين الشريفين هو أن تدخل سوريا نفقاً مظلماً يؤدي بها للمجهول، الأمر الذي لا تقبل به قيادة هذه البلاد الحكيمة، وهيتضع القيادة السورية أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن تختار الحكمة وتغلبها على العقل المتهور، أو أن تتحمل تبعات تصرفاتها ومسؤولياتها أمام الإنحراف إلى أعماق الفوضى والقتل والتدمير والضياع، وتكون كمن يخربون بيوته بأيديهم، وليس بخاف على كائن من كان مواقف المملكة من سوريا العروبة في الماضي البعيد والقريب، وهي لا تبدي ذلك منة، بقدر ما تعمليه عليها مسؤولياته التاريخية نحو سوريا، وتطالب النظام الحاكم بتحكيم الحكمة بإيقاف آلة القتل العمياء بحث الأبرياء، والتوقف عن إراقة المزيد من الدماء، وتطالب النظام السوري بإجراء الاصلاحات الحقيقية، غير المغلفة بالوعود، ليتيقن الشعب من نوايا قيادته، ويحمل استدعاء المملكة لسفيرها في سوريا للتشاور حول ما يجري هناك، دلالات تشي بصدق نويا قيادتنا الرشيدة، يلزم النظام السوري أن يدرك مآلاتها ويعي حقيقتها، نحن في المملكة نتوق بأن يلقى نداء مليكنا آذانا صاغية وقلوبا واعية مدركة لعواقب الأمور، إذ لا يعقل البتة أن يقدم النظام السوري على سحق شعبه، لمجرد مطالبته بإجراء إصلاحات في الدولة، تحفظ له عزه وكرامته، بقي القول: إن كلمة خادم الحرمين الشريفين ذات مضامين تحمل مشاعر الصدق والمحبة ومشاعل الأمل والرجاء للشعب السوري مستحضرة التوجيه النبوي الشريف (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) وهي نصرة للشعب السوري ووقوفاً معه في محنته، ودعوة للنظام السوري الظالم لرده عن ظلمه واستبداده، فهل يستجيب النظام السوري لنداء العقل والحكمة، ويقدر نداء الضمير الحي، أم يحفر قبره بيده؟!.. ودام عزك يا وطن. [email protected]