قلت في الأسبوع الماضي وقبل أن يخوض الأخضر السعودي الشاب مباراته الثانية في نهائيات كأس العالم المقامة في كولومبيا أمام جواتيمالا أن المراد من مشاركته في البطولة والمطلوب منه تحقق وأنجز، وهو التأكيد على أن الكرة السعودية بألف خير، وأشرت إلى أن (المراد الذي أعنيه هو - من وجهة نظري - تأكيد أن الكرة السعودية تملك البنية التحتية في القاعدة والقدرة البشرية في المواهب والاستعداد الفطري من اللاعبين الواعدين، وإن مستقبلها لا ينتظر البناء من الصفر، كما يزعم البعض، وإنما الاستثمار الأمثل والتوظيف الجيد والانتقاء العملي الحيادي النزيه للأسماء التي تستحق أن ترتدي القميص الوطني، وبالتالي تقدره وتعطيه حقه من الاهتمام والجهد والتعظيم). فجر غدا الخميس يخوض أخضرنا مباراته في الدور الثاني من البطولة، أمام منتخب البرازيلي الفريق القوي وأحد المؤهلين المرشحين للفوز بالبطولة، وفي الوقت الذي يرى فيه كثيرون أن هذه المواجهة هي (سوء حظ) يواجه الأخضر السعودي، كامتداد لسوء الحظ الذي ظل يلازمه في أكثر مشاركاته في مونديالات الشباب الستة السابقة، أرى العكس من ذلك تماما، فمواجهة البرازيل (فرصة سانحة) لشبابنا لتقديم أنفسهم بشكل أقوى وصورة أوضح ومنظر أجمل وهم يلاقون منتخب السامبا، وفي مباراة هامة ومنتظرة، ولكن ليس هناك ما يخسره نجومنا في المباراة، ولذلك فهم سيلعبون من غير ضغوط ومن غير توتر أو اندفاع، صحيح أن الفوز مطلب وحق مشروع، وهو أيضا ممكن جدا، لكنه ليس شرطا وليس لزاما، وليس ذلك لقلة الطموح أو عدم الثقة وإنما من ضرورة أخذ الأمور بواقعية وحياد، وترتيب الأولويات، المطلوب من لاعبينا بالدرجة الأولى الأداء والمستوى والروح والاستمرار على نفس الوتيرة والمنهج وما كان عليه الفريق في كل أشواط مبارياته الثلاث الماضية، بما فيها مباراة نيجيريا وتحديد الشوط الثاني من المباراة وهو الشوط الوحيد الذي غاب فيه الأخضر، وإذا فعل اللاعبون ذلك وعادوا بأن انتهت مغامرتهم أمام البرازيل فأهلا وسهلا بهم و(كثر الله خيرهم) وبيض وجوههم، وإن فعلوها فإن إمكانية تجاوز البرازيل أمر وارد وممكن، وقد لاحظنا أن منتخب مصر الشقيقة كاد يفعلها في مباراة المنتخبين الاستهلالية، لكن ورعونة التهديف و(اسم البرازيل) أنقذتا أبناء السامبا من الخسارة التي نأمل أن تحضر اليوم بفضل الله وقوته ثم أداء منتظر من الأخضر الشاب بثقة وحضور ومن غير ضغوط وبطمح مشروع، والفوز إن جاء فسيكون (عيدية ثمينة جميلة ومبكرة) من نجوم الغد، وفي كل الأحوال سنقول شكرا لزملاء علي عطيف وسنستقبلكم استقبال الأبطال أيا كانت النتيجة. كلام مشفر لم أكن يوما ولم أكتب أبدا ضد المدرب الوطني القدير الكابتن خالد القروني وتحديدا منذ عرفته عن قرب، في عام 2002م عندما درب فريق الاتحاد الأول لكرة القدم في المربع الذهبي وحقق معه بطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، وبطولة السوبر المصري السعودي، وتوطدت علاقتي به عندما درب فريق الوحدة قبل موسمين، وسكن في مكةالمكرمة، وكنا نلتقي بشكل مستمر ونتشرف وصحبي بحضوره في استراحة خاصة، ولذلك عرفته جيداً؛ فكراً وتدريباً، وكسبته صديقا، وقد كتبت أكثر من مرة أشيد بقدراته، لكن ذلك لم يجعله يسلم من انتقاداتي في عمله عندما يكون لي وجهة نظر، ومثله خير من يقدر ويرحب بالنقد الهادف، لذلك أقول بملء فمي كلا لم يفاجئني عمله ونجاحه مع الأخضر الشاب في كولومبيا, بل توقعته وانتظرته، ومن يقول أو يضعني في صف من هزمهم القروني بنجاحاته في كولومبيا لا يعرف الحقيقة وإنما يفتري ، بل هو (والله) يكذب واللهم أني صائم. انتقدت وبشدة عندما كنت أكتب مقالاً يومياً في إحدى الصحف خطوة إحضار مدرب برازيلي ليعمل إلى جانب القروني، حتى بمسمى (مدير فني)، ورأيت فيها محاولة تدمير وتجيير ما زرعه القروني وطاقمه الوطني المساعد في نهائيات آسيا، أما كتاباتي عنه بعد تأهل الأخضر إلى المونديال فلم يجف حبرها بعد. قرار إعارة نجم هجوم الهلال ياسر القحطاني، لا يقدم عليه إلا رئيس شجاع وإدارة قوية جدا، وسبق أن قلت إن الأندية التي لديها مثل ومبادئ وتتمسك بها تقدمها على ما سواه وتجعل مصلحة الكيان فوق كل اعتبار، وضربت عندها مثلا فقلت إنه يظهر في المان يونايتد عالميا، والأهلي المصري عربيا، والهلال محليا، وها هو برهان جديد يقدمه الهلال ويقدم على خطوة (جبنت) الأندية الأخرى على الأخذ بمثلها، فالنصر يساوم الحارثي، والأهلي يخشى التفريط في مالك، والاتحاد يتمسك بكبار السن لدرجة أن الفريق يكاد يتحول إلى ناد للعجزة!!