تميزت منطقة المدينةالمنورة كباقي مدن المملكة بكرم أهلها وإحسانهم على مر العصور والأزمان وأبواب الخير والبر فيها مشرعة. حيث تحرص ربة البيت علي إطعام جيرانها من إفطار البيت وهي عادة من أيام أجدادنا وما زالت إلى هذا الوقت، حيث تستبق نساء المدينة لكسب الأجر والمثوبة في تقديم وجبات الإفطار للصائمين داخل المسجد النبوي الشريف وخارجه في الساحات المُحيطة به وتوزيع السلات الرمضانية على الأسر الفقيرة والمحتاجة. وفي ذلك تقول السيده فاطمة عون (للجزيرة): نجتمع سيدات المدينة لنشكل أربع مجموعات لنغطي جهات المدينة وتتكون كل مجموعه من 6 إلى 8 سيدات نجمع المال بيننا للبدء بتجهيز السلة الرمضانية والتي تتكون من أساسيات المطبخ، ك الزيت والدقيق والسكر والأرز والحليب والعصائر وأنواع الحلويات وجميعها من أفخر الأنواع وأجودها حيث تبلغ تكلفة السلة الواحدة من 400 إلى 500 ريال ونذهب مع أبنائنا في التوزيع معتمدين على كشف مسبق بأسماء الأسر المتعففة والفقيرة في المدينة. وتذهب فاطمة الصيرفي إلى أبعد من ذلك فتقول: أستقبل الزكاة من التجار فتأتي الشاحنات محمّلة بالخيرات ونبدأ بالفصل فيها وتعبئة السلات الغذائية ونذهب بها إلى القرى المجاورة من جنوب وشمال المدينة حيث يوجد بها الكثير من الأسر الفقيرة والنساء المتعففات ومنهن الأيتام والأرامل. وتنتقل (الجزيرة) للمسجد النبوي الشريف وفي مصلى النساء تحديداً وفي أجواء روحانية واجتماعية وعند اقتراب موعد أذان المغرب تساعد النساء في كسب أجر إفطار الصائمات والمساهمة في موائد الرحمن فتحضر كل من بيتها حسب استطاعتها من مأكولات خارج المسجد النبوي وتحدثنا طيبة الإدريسي وهي من القائمات بسفر الإفطار فتقول: حرصت على موائد الإفطار لأكثر من 17 عاماً ولدي 12 سفرة منها 6 داخل المسجد النبوي و6 خارجه وتعمل لدي 22 موظفة للإشراف على السفر الرمضانية حيث ندعو الصائمات والزائرات اللاتي يأتين للمسجد ولا يعرفن أين يجلسن فيجدن على السفر.. أخوات لنا مسلمات من جميع أنحاء المعمورة، فنتواصل مع أناس لا نعرفهم ونبني الصداقات معهن وما زلنا نتواصل حتى بعد عودتهن إلى بلادهن. وتقول إحدى العاملات رفضت ذكر اسمها، أعمل منذ حوالي سبع سنوات في مد السفر الرمضانية ومعي في هذا أخواتي ونتقاضى أجرنا نهاية الشهر وعملنا الموسمي هذا يدر علينا مبلغاً من المال يساعدنا على شراء أغراض العيد والاحتياجات الأخرى.