منظور بعض المعلمين للحياة نابعة من مسؤوليتهم تجاه أجيال المستقبل، وذلك من خلال طريقة تعليمهم وتوجيههم لطلابهم، فمن المعلمين بمن ينظر إلى طلابه بمنظار التفاؤل والإحساس بالمسؤولية اتجاه المتعلمين واتجاه دينه وأمانته ومستقبل مجتمعه، فيحرص على تنمية مواهبهم ومعلوماتهم وتهذيب أخلاقهم وصقل سلوكياتهم وتبصيرهم بأمور دينهم وقيم مجتمعهم، فينظر إلى المستقبل من هذا المنظور الواسع بأنه ساهم في إنشاء هذا المجتمع المثالي، فإذا اتكأ على أريكة التقاعد في آخر حياته كان هذا العمل له دور فاعل ومؤثر في حياته الاجتماعية والنفسية التي هو في حاجة إليها بعد انقطاعه عن العمل، فالكل يرحب والكل يذكره بالخير وهذا في الحياة الدنيا وفي الآخرة أعظم، وهذا المنظور كلما زادت نسبته بين المعلمين، ظهر أثره في حياة المجتمع وتكون العملية نسبية، ولذا فإنّ المعلم بحاجة إلى التشجيع والاحترام ومساعدة وإيقاظ الإحساس الداخلي لديه ليقوم على أداء واجبه على الوجه المطلوب تجاه طلابه ومجتمعه ونفسه، لأنّ أمانة التعليم ليست سهلة، فكلما تحسّنت الوسائل المساعدة للمعلم وحصل له التشجيع من القطاع الحكومي والخاص، اطمأنت نفسه وارتفعت معنوياته وساعد في توجيهه المجتمع دينياً وثقافياً إلى ما يهدف إليه. ولذا فإني أهيب بالمجتمع أن يدرك أهمية رسالة المعلم في الحياة وأن يكون عوناً له على تحقيق رسالته، ولن يتذوق المجتمع لذة العلم إلاّ بالاهتمام بالمعلم والمتعلم إلا إذا اهتم بهما لأنهما من أقوى قواعد وأسس أي نظام في الحياة، وأرجو من كل معلم ومعلمة أن يبذل قصارى جهده وأن ينزل إلى مستوى الطلاب ويشاركهم شعورهم وأحاسيسهم، وأن يكونوا في قلبه مثل أبنائه حتى يتكأ على أريكة التقاعد في آخر حياته بسعادة ودعاء طلبته له. جامعة الأمير سلطان