اتباع الهوى داء عضال ومصيبة عظيمة ابتلي به فئام من الناس حتى أصبح منهجا لهم، واتخذوه سبيلا فكانوا ظالمين لأنفسهم يقول جل من قائل عليما في سورة القصص : {فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (50) سورة القصص.. الحق عندهم ما وافق أهواءهم فقط وما ناسبهم وماعدا ذلك لا يرونه حقا، أراهم حريصين أشد الحرص على تطبيق قاعدة ( إن لم تكن معي فأنت ضدي) لا يهمهم أحد كائنا من كان إلا من كان معهم ويوافقهم الرأي، المهم أنهم ينتصرون لأنفسهم والحق ما قالوا لا ما جاء في نصوص الوحيين، وهؤلاء ورب الكعبة على خطر عظيم في منهجهم الجائر وسيؤدي بهم إن لم يعودوا إلى رشدهم للهلاك وإلى دار البوار، كيف لا والله جل وعلا كما في الآية الآنفة الذكر بيّن أنهم في ضلال وأن من يتبع هواه ظالم ، والمتمعن في زمننا هذا يجد الكثير من هؤلاء المنحرفين الذين ضلوا وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل ببحثهم عن السقطات، وحبهم لتحقيق النفس هواها، وإن كان هذا على حساب الحق فالبطل عندهم والناجح من ينتصر لنفسه ولو على حساب الآخرين؛ إذ لايهمهم رأي فلان وفلان وإن كان معه الدليل واليقين من الوحيين إلا ماكان موافقا لهم فهذا هو الصديق لهم والمقرّب حتى وإن كان عدوا .نحاورهم فلا نخرج معهم بنتيجة ولسان حالهم يقول : (( لدينا قناعة بصدق وبرهان وحقيقة ما نقول ولا نرى غير ذلك مهما سمعنا من الأقوال )) ظلما وعدوانا وإجحافا لغيرهم وكأنه لا يوجد غيرهم ولاحق إلا معهم، من صفاتهم الأنانية وعدم الأخذ برأي غيرهم إلا ما وافق هواهم، وكذلك البحث عن نقد الآخرين بكل وسيلة ،وأيضا اضطرابهم وخوفهم من الفشل وإن كانوا فاشلين لأنهم لا يريدون الحق وإنما الشهرة والعلو والظهور ،وأراهم محبين لقاعدة (خالف تعرف) وكأنهم يحسّون بالنقص ويرون أن مخالفة الآخرين ستعوض ما حصل لديهم من نقص وماعلموا أن ذلك دليل على تخلفهم ومرضهم وضعف في شخصياتهم هداهم الله، ومن هؤلاء يجب الحذر وأخذ الحيطة، والسعي لمحاربتهم لأنهم دعاة ظلال والذي لا يبحث عن الحق، ويحب تحقيق هوى نفسه ليس جديرا بالمحبة والاحترام بل على العكس يجب صدّه ومحاربته والتحذير منه ،يقول الله تعالى في سورة الكهف: (( ولاتطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكاأمره فرطا )) وبإذن الله إذا ضيّق الخناق عليهم وحوربوا بكل وسيلة سينتهي أمرهم وسيولون الدبر وسينتهون عمّا نهوا عنه من اتباع للهدى، والله أسأل أن يهدينا جميعا لصالح الأقوال والأفعال ،وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. - الرس