اعترفت بريطانيا أمس الأربعاء رسميًا بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي، وطردت جميع الدبلوماسيين الممثلين للعقيد معمر القذافي من بريطانيا. وأكّد وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج أن بريطانيا تُعدُّ المجلس الانتقالي المعارض هو «السلطة الحكومية الوحيدة» في ليبيا، مضيفاً أنه سيجري تسليم السفارة الليبية في لندن إلى المجلس. وأوضح هيج أن هذه الخطة من شأنها منح «مساعدة عملية أكبر» للمجلس الذي يطالب بتنحي القذافي بعد 42 عامًا قضاها في السلطة. كما يسمح هذا الإجراء بإلغاء تجميد الأصول الليبية لمساعدة المجلس في تمويل عملياته في المناطق التي يسيطر عليها في ليبيا. وكان متحدث باسم الوزارة قد صرح بقوله: «نستطيع أن نؤكد أنه تمت دعوة القائم بالأعمال الليبي إلى وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث وإبلاغه طرده هو وكافة الدبلوماسيين الليبيين الموجودين في البلاد». وتشير الأنباء إلى أن القرار يشمل ثمانية ممثلين عن حكومة العقيد معمر القذافي مازالوا في السفارة بلندن. كما أفرجت بريطانيا عن 91 مليون جنيه أسترليني من الأصول الليبية المجمدة في بريطانيا لصالح شركة الخليج العربي للنفط التي تديرها المعارضة. وعلى الصعيد الميداني انتهت معارك الشوارع في مصراتة ثالث أكبر المدن الليبية قبل شهر بانتصار المعارضة لكن تلك المعارك ما زالت تسفر عن سقوط ضحايا. وفي حين يخرج مقاتلون شبان للتوجه للجبهة لمحاربة قوات الزعيم الليبي معمر القذافي على بعد كيلومترات عديدة خارج مصراتة تمثل الذخيرة التي لم تنفجر وما زالت تملأ الشوارع خطرًا على سكان المدينة خاصة الصغار. وقال علي الهيش من لجنة تطهير المدينة من مخلفات المعركة «أكبرمشكلة هنا هي القنابل العنقودية. هذه القنابل العنقودية حجمها صغير ولونها براق والأطفال يرون الأشياء التي يسهل رصدها ويحمل كل شارع تقريبًا آثار معارك الشوارع الضارية في المدينة وأصبح العثور على ذخيرة لم تنفجر حدثاً يومياً. وقال الهيش: «كثفنا توزيعنا للمنشورات ونشط الأخوة في الهلال الأحمر في إلقاء محاضرات توعية وكذلك القيام بزيارات للمدارس والمناطق السكنية وتوضع ملصقات للأنواع الأكثر شيوعاً من الذخيرة التي يعثر عليها في مصراتة خارج مبنى اللجنة حتى يمكن أن يتعرف السكان على أنواع الذخيرة التي عثروا عليها. ويقدر الهيش عدد الذخيرة الحية التي عثرت عليها خمس فرق من المتطوعين بعدة آلاف. وهو يقول: إن مصراتة تحتاج خبرة خارجية لإزالة مخلفات المعركة والتي ليس لبعض متطوعيه خبرة فيها. من جهة أخرى أعلن ليبيون في الخارج الثلاثاء أنهم شكلوا حزبًا سياسيًا في بنغازي، معقل التمرد ضد العقيد معمر القذافي في شرق ليبيا، وهو «الأول» كما قالوا. وقال رمضان بن عمرو (53 عامًا) وهو أحد مؤسسي الحزب قبل الإعلان رسميًا عن إنشائه في فندق يوزو في بنغازي «نطلق على الحزب اسم ليبيا الجديدة». وحسب هذا الليبي المقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة فإن ألفي شخص قد انضموا إلى هذا الحزب، معظمهم في بنغازي مسقط رأسه وفي درنة مسقط رأس رجاد مبروك (65 عامًا) المؤسس الآخر للحزب الذي يعيش في دالاس بولاية تكساس الأمريكية.