متى يأتي الوقت الذي يسود فيه النظام وتطبق تعليماته وبنوده على الجميع بلا تمييز أو تفضيل أو أهواء دائماً ما تقلب الموازين والمعادلات رأساً على عقب؟ إلى متى والبعض يتلاعبون بمشاعر وادمية البشر ويتلذذون بضرب الأنظمة عرض الحائط,؟ من ينصف البسطاء المعدمين والمتميزين من سطوة وجريمة (الواسطة)؟ لن تجدي الإمكانات والمنشآت ولا اختبارات القياس والكفاءات وكل التقنيات طالما هنالك تعاملات ومعاملات وتوصيات من تحت الطاولة, سنظل في دوامة محبطة مؤذية إذا كانت المعايير ستنحني للأقوى واسطة, بينما تتمرد وتدمر وتخنق الأجدر والأكفأ, اسألوا الطلاب المتفوقين الحالمين بمقعد في كلية لها قياسات وحسابات لا يمكن تحقيقها وتوفيرها بالتحصيل العلمي والمعرفي, بل بنوعية وقيمة واسطتك.. اسألوهم عن قسوة وحسرة رفضهم لأنهم يعانون من نقص شديد في فيتامين(واو), ولأن هنالك من صرخ في وجوههم ونسف طموحاتهم بمقولة (بلطوا البحر)..!! خافوا الله أتألم كثيراً عندما أقرأ أو اسمع لاعباً أو مدرباً أو موظفاً في أحد الأندية يشتكي من عدم تسلمه لمستحقاته المالية المتمثلة بمرتبات عدة شهور وربما سنوات, أو مقدمات عقود وخلافها ظلت حبيسة الوعود الهلامية وفزعات الوهم الاستعراضية التي لم ينل منها غير زيادة القهر والألم والمعاناة نفسياً وأسرياً واجتماعياً.. الأسوأ من هذا كله أن الحقوق المالية المشروعة لهؤلاء ما تزال بعيدة وغير منظورة من الجهات الرسمية في اتحاد الكرة رغم إثارتها إعلامياً ودعمها بالمستندات والوثائق التي تثبت صحتها وسلامة موقف المطالبين بها, أي أن كل ما يثار هو في النهاية عبارة عن (فضفضة) كلام تتطاير في الهواء.. إنسانياً.. الوضع مأساوي ولا يمكن تحمله أو تجاوز إثارة وانعكاساته, أما قانونياً وحقوقياً وحتى أدبياً فمن المعيب علينا جميعاً رسمياً وإعلامياً وقبل ذلك شرفياً وجماهيرياً الوقوف أمام ما يحدث موقف المتفرج تارة والتنديد بمن يطالب بحقوقه تارة أخرى, أما على الصعيد الرياضي والتنظيمي فكيف نقول إننا نطبق أنظمة ولوائح الاحتراف, وأن لدينا أندية تنفق مئات الملايين على عقود مدربيها وبعض لاعبيها في الوقت الذي ترفض وتستكثر فيه إعطاء محترفيها وموظفيها وعمالها أبسط حقوقهم المالية؟ قبل حوالي خمس سنوات وأثناء تواجدي في قطر لحضور دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة في شهر ديسمبر 2006م تلقيت اتصالاً من فقيد الرياضة السعودية والآسيوية بل والدولية عبدالله الدبل -رحمه الله- طالباً مني الانضمام للجنة جديدة تهتم بقضايا اللاعبين المحترفين الذين اعتزلوا اللعب وما زالت لهم مستحقات مالية لم تدفعها أنديتهم, ويكمن دور اللجنة في حصر هذه المستحقات و التأكد منها, ثم القيام بعمل تسوية بين الطرفين النادي واللاعب, لكنني اعتذرت لأسباب ذكرتها له في ذلك الوقت, وعموماً ليس هذا بالأمر المهم بقدر أهمية أو بالأصح فجيعة وفاته -يرحمه الله- بعد حوالي شهرين من ذلك التاريخ وتحديداً في خليجي 18 في الإمارات, الأمر الذي أدى إلى طي صفحة اللجنة واختفائها تماماً بعد رحيله.. اليوم وبعد أن تأزم الوضع وتفاقمت المشكلة وزادت ملفات قضايا اللاعبين المالية من الضروري لمصلحة الأندية المعنية وإبراء لذمتها أن لا تكابر وتبادر باتخاذ إجراءات مخالصة مع لاعبيها المثبتة حقوقهم, كما أن اتحاد الكرة مسئول هو الآخر ومطلوب منه التدخل والعمل مع الأندية على أنهاء قضايا لاعبيها المالية, سواء بتشكيل لجنة خاصة لهذا الغرض, أو تكليف لجنة الاحتراف للقيام بتدابير تنظيمية عادلة ومنصفة وملزمة للجميع.. زمن غيرهم تغيرت أجيال وتبدلت مفاهيم وتطورت نظريات ومدارس وأساليب في فنون الكرة ومن أجل الإدارة باحترافية ومازالت بعض الأندية ترفض حقيقة التغيير وتتجاهل مبدأ التطوير لأنها ببساطة شديدة غارقة في خيالات أحلامها, أسيرة التغنى بأساطيرها والبكاء على أطلال ماضيها.. لدى سائر الأندية بلا استثناء عقدة أزلية تفرض على الجميع التعامل مع بعض نجوم الماضي على أنهم رموز يجب احترامهم والإشادة بهم على طول الخط, والتصدي بحزم لكل من تسول له نفسه انتقادهم, وهذا بالطبع يسري حتى وهؤلاء النجوم يرتكبون الآن وبعد سنوات من اعتزالهم الكرة أخطاء في أقوال أو أفعال لا علاقة لها بماضي وسابق نجوميتهم, نعم نحترم تاريخهم وإسهاماتهم وألقابهم لكن هذا لا يعني التسليم والقبول بكل ما يصدر منهم في مجال عملهم في الوقت الراهن, وأن نجعل من إخفاقهم إبداعاً ومن فشلهم نجاحاً لمجرد أنهم كانوا نجوماً قبل عشر أو عشرين عاماً.. عاشوا وقتهم, واستفادوا من نجوميتهم أياما كانوا نجوماً أما اليوم فالنجومية والشهرة لغيرهم من الجيل الحالي, كما أن تقييمهم والتعامل معهم لا يكون بأثر رجعي وإنما بحسب ومقدار إنتاجهم في وقتنا الراهن سلباً كان أو إيجاباً.