طالب مثقفون وكتاب مصريون بأهمية وضع بوصلة ثقافية جديدة تقبل بمبدأ التعددية، والتي اختلفوا حول رسم ملامحها، خاصة في ظل التطورات الجارية حاليا في مصر والتي أعقبت ثورة 25 يناير. وحذروا خلال ندوة «التعددية والتنوع الثقافي في مصر» بالهيئة العامة للكتاب من خطورة الذهنية الطائفية وثقافة الاختلاف والصدام بين ثقافة العروبة والثقافة الإسلامية معتبرين ذلك من عوائق تطبيق الديمقراطية في مصر. وقال د. أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة القاهرة: إن المجتمع يقوم على فكرة الصالح العام، «فنحن نعيش ونتنوع في كل شيء». داعيا إلى أن يجمع الوطن الصالح العام، «فإذا سار كل فرد بتفكيره سوف تتحول الحياة الاجتماعية والسياسية إلى فوضى، وأن تكون التعددية خلاقة تدفع المجتمعات إلى الأمام والماضي مجرد تراث نستمد منه قوة وثقة ودفعة للأمام، وأن يصطف المثقفون اصطفافا أفقيا مهما كانت المستويات الاجتماعية ومهما اختلفنا». أما الدكتور إمام عبد الفتاح إمام، أستاذ الفلسفة السياسية بجامعة عين شمس، فرأى أن «موضوع التعددية الثقافية موضوع طريف لأنه جديد تماما فهو جزء من الفلسفة السياسية ولكن لا أفلاطون ولا أرسطو قديما عرفوا شيئا عن التعددية الثقافية، ولم يعرفوا غير الثقافة اليونانية». وبدوره، وصف أشرف راضى، الأمين العام لمؤسسة المصريين للتنمية الثقافية، ما تعيشه مصر حاليا بأنها أمام لحظة حرجة. غير أنه اعتبرها «لحظة تخبط في عدم وجود بوصلة ثقافية محددة، فما حدث في مصر في العقدين الأخيرين نعانى منه الآن». وحدد ثلاثة عوائق أمام الديمقراطية في مصر، وهى الذهنية الطائفية وثقافة الاختلاف والصدام بين ثقافة العروبة والثقافة الإسلامية.