أكد دبلوماسي أوروبي كبير أن مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا يقترح وقفاً لإطلاق النار، يعقبه على الفور تشكيل سلطة انتقالية تُقتسم بالتساوي بين الحكومة والمعارضة، مع استبعاد الزعيم الليبي معمر القذافي وأبنائه. وأضاف الدبلوماسي بأن السلطة الانتقالية ستعين رئيساً، وتهيمن على الشرطة والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية، وتشرف على عملية مصالحة تقود إلى انتخاب جمعية وطنية تضع الدستور. واستعرض الدبلوماسي، الذي طلب عدم نشر اسمه أو موقعه، الأفكار التي بحثها عبد الإله الخطيب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إلى ليبيا. ويسعى الخطيب الأردني الجنسية إلى التوصل إلى حل سياسي للصراع الذي اندلع في فبراير/ شباط بين قوات القذافي والمعارضة المتمركزة في الشرق. وقد قام بزيارة الجانبين مرات عدة. وقال الدبلوماسي الأوروبي إنه بموجب اقتراح الخطيب لنقل السلطة يجب أن يتنحى القذافي، على أن يكون ذلك ضمن العملية وليس شرطاً مسبقاً. وأضاف بأنه بمجرد تشكيل السلطة الانتقالية وعدم سيطرة القذافي على القوات الأمنية سينتهي خوف الليبيين في طرابلس منه، وفي هذه اللحظة ينتهي حكمه. وتابع بأن القذافي لن يقبل مثل هذه العملية الانتقالية إلا إذا حصل على ضمانات بشأن سلامته الشخصية؛ وبالتالي لا يتم تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي التي أصدرت أمراً باعتقاله في اتهامات بارتكابه جرائم ضد الإنسانية. وتأكيداً لذلك فقد طُرحت مسألة تنحي الزعيم الليبي معمر القذافي «بشكل عملي» خلال زيارة وزير خارجيته عبد العاطي العبيدي الأسبوع الماضي إلى موسكو، على ما أفاد مصدر دبلوماسي روسي لوكالة إنترفاكس الجمعة. وقال المصدر إنه «جرت مناقشة موضوع تنحي القذافي عن السلطة خلال هذا اللقاء، وقد جرى بحثه بطريقة عملية جداً». وتابع المصدر بأن المسألة طُرحت «بما في ذلك على ضوء الاتصالات التي سبق أن أجراها ممثلون عن طرابلس مع الأمريكيين والفرنسيين». وعلى الصعيد الميداني سيطرت إحدى القبائل في جنوب غرب الصحراء الليبية على منطقة قطرون. ويقول رجال قبيلة التوبو الذين لا يحملون سوى أسلحة خفيفة إنهم سيطروا قبل بضعة أيام على منطقة قطرون، وهي واحة تبعد 1000 كلم عن طرابلس؛ ما فتح جبهة جديدة مع القوات الموالية للقذافي. وبحسب أقوالهم فإن عدداً صغيراً من القرى لا تزال تفصل التوبو عن مدينة سبها معقل قوات القذافي والقاعدة العسكرية المهمة، بعدما تقدموا على مدى شهر على طول المنطقة الحدودية مع النيجر وتشاد. إلى ذلك وصل وزير خارجية الحكومة الليبية عبدالعاطي العبيدي إلى القاهرة أمس الجمعة، قادما على رأس وفد من الهند، في زيارة لمصر تستغرق ثلاثة أيام. ورغم أن العبيدي رفض الإدلاء بتصريحات حول تطورات الوضع في بلاده، إلا أنه قال لدى وصوله: «سأجري مباحثات مع عدد من المسؤولين المصريين حول آخر التطورات الحالية في ليبيا ورؤية الحكومة الليبية بشأن الخروج من الأزمة الحالية». كان في استقبال العبيدي بمطار القاهرة أعضاء السفارة الليبية لدى مصر.