طرحت مسألة تنحي الزعيم الليبي معمر القذافي «بشكل عملي» خلال زيارة وزير خارجيته عبدالعاطي العبيدي هذا الأسبوع إلى موسكو، على ما أفاد مصدر دبلوماسي روسي لوكالة أنترفاكس أمس، وقال المصدر: إنه «جرت مناقشة موضوع تنحي القذافي عن السلطة خلال هذا اللقاء، وقد جرى بحثه بطريقة عملية جدًا». وقال دبلوماسي أوروبي كبير: إن مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا يقترح وقفًا لإطلاق النار يعقبه على الفور تشكيل سلطة انتقالية تقتسم بالتساوي بين الحكومة والمعارضة مع استبعاد الزعيم الليبي معمر القذافي وأبنائه. المصدر الروسي قال: إن مسألة تنحي معمر القذافي طرحت «على ضوء الاتصالات التي سبق أن أجراها ممثلون عن طرابلس مع الأمريكيين والفرنسيين».وكان العبيدي أعلن الأربعاء الماضي على إثر محادثات أجراها مع نظيره الروسي سيرغي لافروف أن تنحي القذافي عن السلطة «غير مطروح للنقاش». وأضاف الوزير الذي كان أعلى مسؤول ليبي يزور روسيا منذ اندلاع النزاع قبل خمسة اشهر «إننا نناقش مبادرة الاتحاد الإفريقي التي تهدف إلى وضع حد للحرب وإراقة الدماء». وفى سياق متصل قال دبلوماسي أوروبي كبير: إن مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا يقترح وقفًا لإطلاق النار يعقبه على الفور تشكيل سلطة انتقالية تقتسم بالتساوي بين الحكومة والمعارضة مع استبعاد الزعيم الليبي معمر القذافي وأبنائه. وأضاف الدبلوماسي أن السلطة الانتقالية ستعين رئيسًا، وتهيمن على الشرطة والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية، وتشرف على عملية مصالحة تقود إلى انتخاب جمعية وطنية تضع الدستور. واستعرض الدبلوماسي الذي طلب عدم نشر اسمه أو موقعه الأفكار التي بحثها عبدالإله الخطيب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى ليبيا. ويسعى الخطيب الأردني الجنسية إلى التوصل لحل سياسي للصراع الذي اندلع في فبراير شباط بين قوات القذافي والمعارضة المتمركزة في الشرق. وقام بزيارة الجانبين عدة مرات. وقال الدبلوماسي الأوروبي: إنه بموجب اقتراح الخطيب لنقل السلطة يجب أن يتنحى القذافي على أن يكون ذلك ضمن العملية وليس شرطًا مسبقًا. وأضاف أنه بمجرد تشكيل السلطة الانتقالية وعدم سيطرة القذافي على القوات الأمنية سينتهي خوف الليبيين في طرابلس منه، وفي هذه اللحظة ينتهي حكمه. وتابع أن القذافي لن يقبل مثل هذه العملية الانتقالية إلا إذا حصل على ضمانات بشأن سلامته الشخصية وبالتالي لا يتم تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي التي أصدرت أمرًا باعتقاله في اتهامات بارتكابه جرائم ضد الإنسانية. وأكد الدبلوماسي أن الزعيم الليبي وأولاده سيستبعدون من العملية الانتقالية؛ إذ أن المعارضة لن تقبل أي دور لعائلة القذافي. من جهته أعلن حلف شمال الأطلسي في بروكسل إن طائراته نفذت 45 طلعة قتالية في عدد من مختلف المناطق في ليبيا، وركزت بشكل خاص على مدينة زليتن قرب مصراتة، والتي تشهد مواجهة محتدمة بين كتائب القذافي وقوات المعارضة. وقال الحلف في تحديثه اليومي: إن طائراته قامت بتدمير 11 هدفًا عسكريًا في زليتن من بينها ثلاثة مخازن للذخيرة ودبابة واحدة ومنصة لإطلاق الصواريخ، وعدد آخر من الآليات الحربية.كما استهدفت طائرات الحلف عددًا من مقدرات كتائب القذافي قرب طرابلس والبريقة وودان وسرت. على صعيد آخر أكدت مصادر في حلف الناتو أن الحلف الأطلسي طلب رسميًا من الولاياتالمتحدة تمكينه من معدات عسكرية متقدمة إضافية لاستعمالها في عملياته في ليبيا، وذلك بعد أن بات من الصعب على الطائرات الأطلسية ضرب عدد من مواقع كتائب القذافي ومقدراتها التي وضعت في أماكن مأهولة ومواقع مدنية.