طرحت مسألة تنحي الزعيم الليبي معمر القذافي «بشكل عملي» خلال زيارة وزير خارجيته عبدالعاطي العبيدي هذا الاسبوع الى موسكو، على ما افاد مصدر دبلوماسي روسي لوكالة انترفاكس امس. وقال المصدر انه «جرت مناقشة موضوع تنحي القذافي عن السلطة خلال هذا اللقاء، وقد جرى بحثه بطريقة عملية جدا». وتابع المصدر ان المسألة طرحت «بما في ذلك على ضوء الاتصالات التي سبق ان اجراها ممثلون عن طرابلس مع الاميركيين والفرنسيين». وكان العبيدي اعلن الاربعاء على اثر محادثات اجراها مع نظيره الروسي سيرغي لافروف ان تنحي القذافي عن السلطة «غير مطروح للنقاش». واضاف الوزير الذي كان اعلى مسؤول ليبي يزور روسيا منذ اندلاع النزاع قبل خمسة اشهر «اننا نناقش مبادرة الاتحاد الافريقي التي تهدف الى وضع حد للحرب واراقة الدماء». وكانت روسيا اتفقت في يونيو مع الغربيين على وجوب تنحي القذافي. من جهة أخرى قال دبلوماسي أوروبي كبير إن مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا يقترح وقفا لاطلاق النار يعقبه على الفور تشكيل سلطة انتقالية تقتسم بالتساوي بين الحكومة والمعارضة مع استبعاد الزعيم الليبي معمر القذافي وأبنائه. وأضاف الدبلوماسي أن السلطة الانتقالية ستعين رئيسا وتهيمن على الشرطة والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية وتشرف على عملية مصالحة تقود إلى انتخاب جمعية وطنية تضع الدستور. واستعرض الدبلوماسي الذي طلب عدم نشر اسمه أو موقعه الأفكار التي بحثها عبدالإله الخطيب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى ليبيا. ويسعى الخطيب الأردني الجنسية إلى التوصل لحل سياسي للصراع الذي اندلع في فبراير بين قوات القذافي والمعارضة المتمركزة في الشرق. وقام بزيارة الجانبين عدة مرات. ويتشبث القذافي بالسلطة في مواجهة هجمات المعارضة التي تسعى لانهاء حكمه الممتد منذ 41 عاما ورفض مقترحات بتنحيه كما تطالب المعارضة. وقال الدبلوماسي الاوروبي إنه بموجب اقتراح الخطيب لنقل السلطة يجب أن يتنحى القذافي على أن يكون ذلك ضمن العملية وليس شرطا مسبقا. وأضاف أنه بمجرد تشكيل السلطة الانتقالية وعدم سيطرة القذافي على القوات الأمنية سينتهي خوف الليبيين في طرابلس منه وفي هذه اللحظة ينتهي حكمه. وتابع أن القذافي لن يقبل مثل هذه العملية الانتقالية إلا إذا حصل على ضمانات بشأن سلامته الشخصية وبالتالي لا يتم تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي التي أصدرت أمرا باعتقاله في اتهامات بارتكابه جرائم ضد الانسانية. وقال الدبلوماسي ان الزعيم الليبي وأولاده سيستبعدون من العملية الانتقالية إذ أن المعارضة لن تقبل أي دور لعائلة القذافي. ولم يتسن الاتصال على الفور بالخطيب للتعقيب. لكنه صرح للصحفيين في الأممالمتحدة يوم 11 يوليو بأنه أبلغ الزعماء الليبيين بان هناك حاجة لتشكيل هيئة تضم ممثلين عن كافة الأطراف السياسية والمناطق والقبائل لتتولى مسألة نقل السلطة.