فاصلة: (لا توضع الحلقات الذهبية في كل الأذان المثقوبة) - حكمة عالمية - شدني كثيرا عنوان أيميل جاءني يحمل عنوان «مجتمع القيم النبوية» وتذكرت مشروع حلم قديم مع صديقتي «أم مالك» التي لطالما تحدثت عن كتاب تجمع فيه الأحاديث النبوية الصحيحة التي توضح منهاج النبوة في التعامل مع المرأة في خطوة تنويرية لتوعية المجتمع بقيمة إكرام المرأة. مشروع «مجتمع القيم النبوية» هو رؤية أمير منطقة مكةالمكرمة، الأمير خالد الفيصل نحو الاهتمام ببناء الإنسان وتنمية المكان. تنفذ المشروع الإدارة العامة للتربية والتعليم بمكة بالتعاون مع جهات عدة ورسالة المشروع هي نحو مجتمع تربوي متمسك بقيم وأخلاق النبوة. تفاصيل خطة المشروع وأهدافه وأدوات تطبيقه تشرح القلب لكن هناك أمور لا بد من مراعاتها. أرجو ألا تختطف التقليدية المشروع في تنفيذه ليصبح مثل مناهجنا التي نحفظها صغارا ولا نتذكر معلوماتها أبدا. أيضا أرجو ألا يخضع المشروع في تطبيقاته إلى التفرقة بين الجنسين فالبنات مثل الشباب من المهم أن يتعرفن على القيم النبوية كمنهاج تطبيقي ..كحياة كاملة. إن سيرة الرسول الكريم وصحابته والتابعين وأمهات المؤمنين فيها من القصص والمواعظ ما يمكن أن يبني جيلا منفتحا غير مغيّب العقل يستطيع أن يفهم أكثر مما يحفظ وينسى. أكثر ما أخاف أن تتدخل أيدلوجية بعض المعلمين والمعلمات في هذا المشروع أيّاً كانت فمنهاج الرسول وقيم الإسلام لا تحتاج إلى قولبة فكرية إنما هي نموذج بسيط وواضح لحياة كريمة يعرف فيها الإنسان أنه مستحلف على الأرض لتعميرها وأن البشر يصيبون ويخطئون ويتعلمون حتى يواريهم الثرى. مشروع القيم النبوية حلم جميل بأن يتعلم الأطفال والناشئة كيف يعيشون حياتهم ببساطة وفق سلوكيات متوازنة ولديهم قدوة كريمة إن اقتدوا بسلوكياتها وتعاملاتها كسبوا الدارين، بينما حين درسنا في الثانوية العامة «عبقرية محمد» للمفكر «عباس العقاد» كنا كطلاب نغوص في الأسلوب فيربكنا بعمقه عن تفاصيل شخصية النبي الكريم لذلك يحتاج الأطفال والشباب اليوم إلى قدوة يعرفون تفاصيل حياتها جيدا ويعجبون بها لأن لديهم الكثير من الأسباب التي اكتشفوها بأنفسهم ولمسوا أثرها الإيجابي في حياتهم وليس لأنها كتاب مقرر عليهم أن يحفظوا محتوياته لينجحوا في الامتحان. سيكون أمام أبنائنا فرصة عظيمة لاكتساب سلوكيات قويمة فيما لو نجحت إدارة تعليم مكة في تنفيذ المشروع كما خطط له وما دام وراءه شخصية مثل الأمير خالد الفيصل فلسوف نتفاءل بالقادم.